أسفر الاجتماعان اللذان عقدهما أمس، كل على حدة، الأعيان ومشايخ ولاية أدرار وكذا جمعية ترقية المواطنة وحقوق الإنسان الشبانية رفقة إطارات من الدولة، لبحث سبل التهدئة والعثور على حلول لأزمة الصراع في الجنوب، عن تعيين مراقبين بجميع أحياء مدن تيميوين، وبرج باجي مختار وأدرار، بهدف منع الانفلات الأمني وتهدئة الأوضاع ما إن لوحظ أي تحرك لزعزعة الأمن وبث الشغب. وسيتم ذلك خلال اتصالهم بالأعيان لمحاولة التدخل وفرض النظام، ولكن وفي حال لم يتمكن هؤلاء من أداء المهمة يتم اللجوء إلى الدرك الوطني للتدخل العاجل قبل انفلات الوضع وتصعيده كحل وسط، ريثما يتم العثور على حلول جذرية لأزمة الجنوب التي راح ضحيتها منذ يوم الأحد الماضي 11 قتيلا وأكثر من 40 جريح، إلى جانب حرق غالبية المحلات التجارية وسط مدينة برج باجي مختار، وأزيد من 30 منزلا، وكذا حرق ما يفوق 30 سيارة. ودعا عقلاء الجنوب، حسب ما صرحت به مصادر موثوقة من المنطقة ل”الفجر”، خلال الاجتماعين المنعقدين من طرف أعيان ولاية أدرار الممثلين لقبيلتي ”أدنان” و”براديس” تحت إشراف رئيس الدائرة، إلى تنظيم مسيرة سلمية اليوم الأربعاء تدعو إلى نبذ الصراع القبلي ووقف الدماء المراقة والخسائر المادية التي يتكبدها أبناء الجنوب خلال أعمال الشغب التي أضحت تميزها. ويذكر أن هذا الصراع القبلي ليس الأول من نوعه، فقد اشتبكت القبيلتان في أكثر من مناسبة على الأراضي المالية، لكن لم يسبق لها أن انتقلت إلى الأراضي الجزائرية بفضل تحكم العقلاء في القبائل الكبرى، وتجلى هذا الصراع في اعتداء قبيلة أدنان على تجار قبيلة براديس لأكثر من مرة، وتلفيق تهم بالإرهاب لهم وتسليمهم للقوات الفرنسية، الأمر الذي جعل العرب يصعدون الموقف من الصراع بغية محاكمتهم على أساس أنهم ينتمون لحركة الجهاد والتوحيد، في وقت لا يقارن عدد أفراد قبيلة براديس بالطوارق.