اجتماع لأعيان ومشايخ أدرار، من أجل التوسط لحل النزاع عقد أمس، عدد من الأعيان والمشايخ المعروفين بولاية أدرار، اجتماعا بمقر ولاية برج باجي مختار التي تشهد نزاعا بين العرب والطوارق منذ أيام، من أجل السعي لتجسيد الصلح بين الطرفين وحقن الدماء، فيما عقد بعض شباب وإطارات من المنطقة اجتماعا موازيا لذات السبب. كشفت مصادر "البلاد"، أن أعيان ومشايخ من ولاية أدرار عقدوا اجتماعا بمقر دائرة برج باجي مختار أمس، من أجل التوصل إلى حل للنزاع القائم بين قبائل عرب وطوارق منذ أيام والذي أسفر عن وقوع ضحايا من قتلى وجرحى، وذلك في خطوة للتوسط بين الطرفين من أجل وقف النزاع خدمة لمصلحة أبناء المنطقة وتجنبا لسفك الدماء، كما عقد بعض شباب وإطارات المنطقة اجتماعا موازيا لبحث ذات القضية وسبل الخروج منها، حمل شعار "صلح الشباب"، الذي أسفر في الأخير عن تعزيز الجهود من أجل وضع مخطط لإعانة الدرك الوطني على تأمين المنطقة، إلى جانب برمجة تنظيم مسيرة اليوم تجمع جميع شباب المنطقة. وأوضحت المصادر ذاتها، أن احتمال وجود أطراف تحاول اللعب على الأوتار الحساسة بهدف زعزعة استقرار الجزائر وارد، إلا أن حادثة السرقة تبقى السبب الرئيس الذي يطفو على السطح، والذي أدى إلى نشوب نزاع حاد بين الطوارق والعرب أدى إلى سقوط 11 قتيلا إلى غاية الآن وجرح أزيد من 40 آخرين، إلى جانب حرق 30 منزلا و40 محلا تجاريا، كما أشارت إلى وجود انتقاد كبير من قبل الطوارق لتعامل قوات الدرك مع الأزمة، حيث اتهموها بالوقوف إلى جانب العرب، مرجعة الأسباب إلى أن أكبر حصيلة للضحايا وقعت في صفوف الطوارق، إلا أنها أكدت بأن قوات مكافحة الشغب عملت على تأمين المنطقة وفض النزاع دون استعمال العنف. وفي السياق، أضافت بأنه من الصعب جدا الوصول إلى حل للأزمة خلال اجتماع المشايخ والأعيان، مشيرا إلى أنهم اجتمعوا عديد المرات منذ بداية النزاع ولم يتوصلوا إلى حل إلى غاية الآن، وكشف عن أن ما يحدث في برج باجي مختار، هي سابقة خطيرة من نوعها، حيث سبق أن وقعت نزاعات بين قبائل ولكن ليس لدرجة وقوع خسائر بشرية ومادية، وهذا دليل على امتداد الأزمة في مالي إلى الأراضي الجزائرية. مصادر أمنية: "سيناريو برج باجي مختار مفتعل، بهدف زعزعة استقرار الجزائر" من جانبها، أكدت مصادر أمنية في اتصال ب"البلاد"، أن ما يحدث في برج باجي مختار مفتعل، متهمة أطرافا أجنبية بمحاولة زعزعة استقرار الجزائر، والتي تعمل على خلق نزاع بين تركيبة سكان الجنوب من عرب وطوارق لجعلها حربا أهلية، لإرغام قوات الأمن على التدخل ومن ثمة خلق سيناريو تدعو فيه الطوارق إلى التضامن معا. وأشارت ذات المصادر، إلى أن الطوارق المتورطون في النزاع هم من سكان مدينة الخليل في مالي التي تبعد 17 كلم عن برج باجي مختار، الذين يهدفون إلى استغلال أبناء العرق من أجل ضم المنطقة إلى شمال مالي وتكوين دويلة صغيرة نصفها في مالي ونصفها الآخر في الجزائر، خصوصا أنه تربطهم مع طوارق الجزائر علاقات دم ونسب، كما أن تنقلهم عبر الحدود يتم بسهولة، خصوصا قبل تأزم الوضع في مالي. وفي السياق، دعت إلى ضرورة التعامل مع الأزمة بحذر شديد، لتفادي سيناريو خطير يحاك على مستوى دول قريبة جدا، تسعى إلى جر الجزائر إلى مستنقع الدم من جديد.