تدخل وزير النقل عمار تو لإنقاذ ميناء الجزائر من تكبد خسائر بالملايير جراء الإضراب المفتوح الذي هدد بالدخول فيه قرابة 800 عامل، بعد أن وجه تعليمات لإدارة الميناء ومسؤوليها بفتح أبواب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، والنظر في انشغالاتهم عملا بمصلحة الاقتصاد الوطني. وحسب تصريحات الأمين العام لنقابة ميناء الجزائر يوسف بلخضرة ل”الفجر”، فإن وزير النقل عمار تو تنقل مساء أول أمس إلى ميناء الجزائر للوقوف على متابعة عملية الترميم أرضية الميناء التي تريد القيام بها الشركة الإماراتية في جزئها الخاص بها، في ظل رغبة الوزير أن يجعل الميناء من أحسن الموانئ العالمية. وحسب المصدر ذاته، فإن الوزير وفي لقاء جمعه مع المدير العام للشركة الإماراتية ورئيس مجلس إدارة الميناء وأعضاء النقابة طلب تقديم مقترحات كفيلة بتحسين ميناء الجزائر، في ظل التنافس العربي والقاري. وهنا اغتنم الوزير الفرصة ليقف عند النزاع القائم بين عمال الميناء والإدارة، قبل أن يوجه تعليمات لمجلس الإدارة بفتح أبواب الحوار والنظر في انشغالات العمال، باعتباره أن الكل يعمل في مصلحة الاقتصاد الوطني، ولا يجب أن تكون هناك عراقيل تواجهه. وأدت التعليمات التي جاءت على لسان الوزير إلى تراجع النقابة عن الإضراب الذي كانت قد هددت به، حسب المتحدث الذي ثمن جهود الوزير والاتحاد العام للعمال الجزائريين وفيدرالية موانئ الجزائر. ويطالب عمال الميناء وفقا لعريضة المطالب المرفوعة إلى الإدارة ب”تغيير توقيت العمل والحجم الساعي حسب قانون العمل الجزائري 90/11 والزيادة في الأجور مع اعتماد الأجر القاعدي الأقصى الموقع من طرف النقابة السابقة والإدارة بتاريخ 16 أفريل 2012 واعتماد الساعات الإضافية مع النسب المخصصة له والمتمثلة في 50 بالمائة للفترة الصباحية و75 بالمائة للفترة المسائية و100 بالمائة للفترة الليلية وللأعياد الدينية والوطنية”. وشددت لائحة المطالب المرفوعة إلى مؤسسة مدير ميناء الجزائر العالمي في 11 جوان الماضي على أن تتضمن مراجعة الأجور، وإعادة النظر في عديد المنح، وإعادة التصنيف المهني والتوظيف وزيادة العمال مع إعطاء الأولوية لأبناء العمال المتقاعدين والمتوفين، خاصة وأن الميناء يعاني من نقص عمالة فادحة، ما تسبب مؤخرا في تأخر تفريغ شحنات البواخر، بالنظر إلى أن قطاع العمليات لديه أربعة أفواج فقط وكل فوج يعمل 8 ساعات والفوج يتكون من 6 أفراد فقط وكل فريق ملزم بتفريغ من 50 إلى 55 حاوية في 8 ساعات. ولفت المصدر ذاته إلى نقص المعدات، فعلى سبيل المثال تم في 2010 اقتناء 27 شاحنة جارّة والتي خصص لها 22 سائقا فقط، إلا أنه اليوم لا تشتغل من هذه الشاحنات سوى من 8 إلى 12 شاحنة والبقية في حالة عطب، مبينا أن سبب عطب هذا العتاد بعد عام ونصف هو عملها 24 ساعة/ 24 دون توقف، نظرا لعدم وجود العدد الكافي. وجاء في العريضة سالفة الذكر مطالبة الإدارة بالعمل على احترام ظروف العمل حسب قانون الوقاية والأمن في المؤسسة وإعادة النظر في نظام العقوبات وفي القانون الداخلي للمؤسسة، مع منع المسؤولين من ارتكاب التجاوزات أثناء العمل وتوفير النقل لجميع العمال المعنيين بالعمل التناوبي من وإلى مقر سكنهم وتوفير الإقامة للعمال القاطنين على مسافة بعيدة من الميناء. ويلح العمال كذلك على وضع مخطط المسيرة المهنية والترقية الداخلية ووضع هيكل توظيف تنظيمي للمؤسسة والتكفل الصحي بالعمال داخل وخارج الشركة وإعداد برنامج تكوين وتأهيل جميع العمال وإعداد برنامج مضبوط للعطل السنوية وتجديد وزيادة العتاد ووسائل العمل وإلغاء السرية عن المساهمين في مؤسسة ميناء الجزائر العالمي وكذا إرساء الشفافية بين الشريك الاجتماعي وإدارة المؤسسة.