النظام ينفي ضلوعه في الجريمة ويتهم تنظيمات داخلية بتنفيذها طالبت بريطانيا أمس رفع تقارير إلى مجلس الأمن خاصة باستخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في حربه ضد المعارضة، كما دعا الائتلاف السوري المعارض المجلس التدخل العاجل لبحث تفاصيل المجزرة التي وقعت أمس بريف دمشق ويتبادل فيها طرفي الصراع التهم. قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في بيان صادر عن الوزارة أن بريطانيا قلقة إزاء التقارير الواردة بخصوص مقتل المئات بينهم أطفال في غارات جوية وهجوم بأسلحة كيماوية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق، وطالب بضرورة رفع تقارير عن استعمال السلاح المحظور دوليا في الحرب الأهلية السورية، كما طالبت الجامعة العربية فريق المفتشين الدوليين بالتوجه الفوري إلى موقع الحادثة بالغوطة الشرقية للتحقيق في ملابسات الجريمة التي أودت بحياة المئات مشددة على ضرورة تقديم مرتكبيها لعدالة الجنائية الدولية، وناشدت دمشق السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى مكان الهجوم، وندد الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، في بيانه بالفاجعة التي أودت، فجر أمس، بأرواح المئات من المدنيين السوريين الأبرياء جراء استخدام غازات سامة إثر عمليات القصف التي طالت الغوطة الشرقية، مناشدا الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية التدخل العاجل من أجل المساعدة على إنقاذ المصابين. من جانبه طالب الائتلاف السوري المعارض باجتماع عاجل لمجلس الأمن للنظر في خلفيات وملابسات القصف الجوي والصاروخي المكثف الذي استهدف المنطقة وقتل مئات القتلى، بحسب ما أوردته الأنباء الفرنسية. وكان القصف الذي استهدف أمس الغوطة الشرقية بريف دمشق قد أوقع المئات من المدنيين وتزامن مع بدء فريق المفتشين الدوليين تحقيقاتهم في استخدام السلاح الكيماوي بسوريا، وحيث تحدث ناشطون عن وقوع أزيد من 600 ضحية وآلاف الجرحى جراء القصف الذي استهدف المنطقة وتبقى الحصيلة مرجحة للارتفاع بوجود حالات أزيد من ألف إصابة خطيرة، واتهمت المعارضة السورية النظام السوري بارتكاب هذه المجزرة وشنه هجوما بأسلحة كيماوية على الغوطة الشرقية في حادثة تعد الأكبر منذ بدء الحرب الأهلية في البلاد. وذكرت مصادر طبية أن 25 ٪ من القتلى من النساء والأطفال، بالمقابل نفت الجهات الرسمية السورية استخدام أي نوع من أنواع السلاح الكيماوي بما فيها غاز السارين، مستبعدة إقدام النظام على هذه الخطوة في وجود فريق التحقيق الأممي بالبلاد، وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية ”سانا” أن ما قيل عن قصف مناطق ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية ”ادعاءات عارية تماما من الصحة وتندرج في إطار الحرب الإعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول ضد سوريا، كما اعتبر مستشار رئاسة الوزراء السورية عبد القادر عزوز في مقابلة مع قناة ”روسيا اليوم” من دمشق أن القوات النظامية لا تحتاج إلى السلاح الكيماوي لأن النصر حليفها مما لا يعطي ضرورة لامتلاك مثل هذه الأسلحة، موجها أصابع الاتهام إلى تنظيمات داخلية على غرار ”جبهة النصرة” التي تملك مصانع بدائية لإنتاج غاز السارين بحسبه. وأشار عزوز إلى مبادرة دمشق منذ استخدام السلاح الكيميائي في خان العسل يوم ال 19 مارس الماضي بتوجيه رسائل إلى الأممالمتحدة تطالب فيها بالتحقيق. وأضاف أن الحكومة السورية ملتزمة بالتعاون الكامل والتام مع بعثة التحقيق الدولية و المنظمات المختصة دون المساس بالسيادة السورية.