زلزل الشاب خالد، عرش مدينة كويكول بأدائه الذي تجاوب معه الجمهور الغفير الذي غصت به مدرجات وأروقة صرح جميلة في واحدة من أمتع السهرات من عمر مهرجان جميلة العربي في طبعته التاسعة، الليلة الثامنة ستخلد في تاريخ جميلة للمرة الثانية التي زارها الشاب خالد الذي صنع بجمهوره صورا رائعة لا تنسى. خالد يرحل الشرق الجزائري إلى مدينة كويوكول في جولة قامت بها ”الفجر” داخل أروقة الجماهير الطويلة والعريضة تأكد لنا بأن الوجوه قادمة من ولايات عديدة لاسيما الشرق الجزائري، حيث توافد الآلاف من عشاق الكينغ على مدينة جميلة التي اختنقت لأزيد من 6 ساعات قبل وبعد الحفل، وهناك حتى من قدموا من صحراء الجزائر وغربها، وعن معاناة تنقلهم أكدوا بأنهم راضون بكل التعب الذي نالوه في سفرهم وفي طوابير الاختناقات التي شلت مدينة جميلة مادام الأمر يتعلق بالشاب خالد، والغريب في الأمر أن معظم المتوافدين من ولايات أخرى عزموا على متابعة أطوار السهرة التي دامت إلى غاية الثانية صباحا ثم العودة مباشرة إلى ولاياتهم دون المبيت، فالسهرة الثامنة أكدت حقا مدى تعلق الجمهور الجزائري بالمايسترو خالد. وبابتسامته المعهودة، والتي تخفي في طياتها تقديره العميق للجمهور اعتلى خالد الركح وبحركات راقصة بدأ في إرشاد أعضاء فرقته ولم ينتظر الجمهور طويلا حتى انبعثت من المدرجات حرارة موسيقية عمت فضاء المدرجات الممتلئة عن آخرها بجمهور من كل الفئات والأطياف من شباب وعائلات كان تجاوبها كبيرا وعميقا مع الفنان العالمي ملك أغنية الراي، وعن ظهر قلب كان الجميع يحفظ ويردد أغانيه من بختة، عايشه،أنا المغبون، بكيت على بلادي، الشابة يالشابة، مالها ذيك الزرقة، روحي يا وهران، يا سميرة، وختمها بأغنيته المشهور الجديدة ”سي لافي” التي رقص على أنغامها كل من كان متواجدا في المكان الأثري من منظمين وإعلاميين وجمهور عريض ظل ودون تعب أو عياء يغني ويرقص وفي كل مرة يوجه تحية خاصة بالتصفيق والهتاف باسم الشاب خالد وفرقته التي كانت أيضا سعادتها لا توصف لعظمة التجاوب الذي وجدته من طرف الجمهور الغفير، الذي لم يغادر المدرجات إلى حين أن اعتذر له خالد في حدود الثانية صباحا مغادرا الخشبة تحت حراسة أمنية مشددة، بينما وفي بهجة وغبطة كبيرتين خرج الجمهور وفي مخيلة كل واحد الصور الرائعة والجميلة لتلك الحفلة التي ستبقى دون شك خالدة في أذهان كل من حضر تلك السهرة. قبل مجيء الملك أطربها القيصر لم تكن السهرة الثامنة وفية لوحدها بل سبقتها السابعة في الوفاء وكل واحدة استهوت جمهورها بطريقتها الخاصة، فقبل خالد تلألأ نجم القيصر كاظم الساهر على سماء مدينة كويوكول والذي أطرب الجمهور بامتياز حيث غنى أشهر أغانيه ومتع الجمهور بأحلى الأشعار من ديوان الراحل نزار قباني، حيث إستهلها بأغنية تدلل، تلتها أغنية زيديني عشقا التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب وردد كلماتها ثم قدم أغنية وطنية للراحلة وردة الجزائرية بعنوان عيد الكرامة أداها بإتقان، إضافة إلى مجموعة أخرى من الأغاني الشهيرة للفنان العرراقي الكبير على غرار عيد بلادي ورائعة قولي أحبك وأغنية عيد الحب التي طارت بالجميع في رحلة رومنسية ثم أكهرهها ثم أجمل ما في الكون وقصيدة استفزتني وحافية القدمين وأغنية اشهد المشهورة التي ختم بها وصلته الغنائية التي وصفها الجمهور الغفير الذي حضر بالناجحة جدا.