تحول المنحى الفني للمهرجان الوطني لمسرح الهواة في طبعته ال46 التي انطلقت فعالياتها أوّل أمس، بمستغانم، إلى أداة سياسية حينما خصصت هذه الدورة لشباب الجنوب لأول مرّة، يأتي هذا بعد تسطير الحكومة قبل أشهر لمشاريع تنموية معتبرة لأبناء الصحراء الجزائرية الذين انتفضوا في وجه التهميش و”الحڤرة” التي يعانون منها، بهدف إسكاتهم في انتفاضة جاءت بعيد حادثة “تيغنتورين” بعدة ولايات جنوبية كانت تكون عواقبها وخيمة على الجزائر. عرف حفل افتتاح الدورة ال46 التي تستمر فعالياتها إلى غاية ال31 من الشهر الجاري، التي مثلها حضور رسمي قليل، إلى جانب وجوه مسرحية بارزة من مختلف ولايات الوطن وأسماء فنية كثيرة، أرادها المنظمون أن تكون دورة تكريمية خاصة لشباب الجنوب بعيدا عن صيغة تبادل الخبرات والتجارب المعهودة في كل مهرجان يقام للفن الرابع بالجزائر، بحسب ما قاله محافظ المهرجان عبد القادر جرورو في كلمة افتتاحية ألقاها بالمناسبة، وهو ما يعني أّن الطبعة ال46 من عمر المهرجان الذي تأسس سنوات السبعينيات، حرصت على أن يكون الجنوب الجزائري حاضرا مع الشمال من خلال مشاركة عدة فرق مسرحية تم تهميشها ولم يلتفت إليها في السابق سوى اليوم، وتسطير ورشات تدريبية لفائدتهم بغية النهوض بمسرح الجنوب، ممّا يعني أنّها اتخذت منحى آخر سياسيا أكثر منه فنيا، يدعو إلى دمج شباب الصحراء المبدع في الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام في الشمال، خصوصا سعي الحكومة بعد اعتداءات “تيڤنتورين” بشكل سريع إلى وقف احتجاجات الشباب البطال بورڤلة ووادي سوف في الأيام الماضية بتسطير برامج تنموية وسكنية وفي الشغل لفائدتهم. وفي السياق أعلن المحافظ جرورو أنّ الحاج المكي هو الرئيس الشرفي للدورة، مشيرا بأنّ مسرح الهواة هو حكاية شباب من مختلف ولايات الوطن، حيث يجب الحفاظ على هذه الشمعة التي أوقدتها ثلة من الأسماء البارزة على غرار سي الجيلالي متجاوزة كل الصعاب ومؤمنة بالفكرة. يذكر أنّ المهرجان يشهد حضور 6 فرق مسرحية تشارك خارج المنافسة و12 فرقة تتنافس على جوائز التظاهرة على غرار فرقة الجيلالي عبد الحليم، الموجة وفرقة مصطفى كاتب من مستغانم، فرقة الرسالة للمسرح من المسيلة، جمعية مسرح الغد لبراقي، فرقة مسرح الحرف لسيدي بلعباس وأخرى، يتخلل المهرجان الذي افتتح بعرض مسرحي بعنوان “سريع الجنوب” للمخرج هارون الكيلاني، تنشيط ثلاث ندوات من قبل مختصين في المسرح ابرزها المحاضرة التي يقدمها مباركي بوعلام حول “درامار تورجيا العرض المسرحي الحلقوي”، “الحلقة في التجربة المسرحية الجزائرية” لمنصور لخضر و”قعدة حول مسرح الحلقة “ من تنشيط قدماء المسرح الجزائري.