عادت صورة ووقع المرحوم وأب المسرح الجزائري، ولد عبد الرحمان كاكي، من خلال عرض قدّمه شبان من مستغانم تحت عنوان ”ما لا نهاية” جسد مقتطفات من أعماله الخالدة في المسرح الجزائري، في ختام الدورة ال46 لمهرجان مسرح الهواة الوطني، أول أمس بفضاء دار الثقافة محمد مرسلي بمستغانم.. كاشفة عن قائمة من المتوجين الشباب بجوائزها المختلفة لأوّل مرّة. حفل إسدال الستار على الفعالية ال46، مرّ في ظروف حسنة عكس ما جرى في حفل الإفتتاح الذي عرف فوضى كبيرة. حيث قدم شبان من مستغانم عرضا مسرحيا استحضر كاكي عنوانه ”ما لا نهاية”، قدّم مقتطفات لأعماله أشهرها ”ديوان الڤراڤوز”، الفائز بالجائزة الكبرى في صفاقص سنة 1966، والذي نوه بوجود دخلاء على المسرح لا يهمهم سوى المال والعبث، و”أولياء الله الصالحين”، الذي يأمل فيه كاكي أن يكون غد المسرح الجزائري أفضل. وقال الحاج المكي الرئيس الشرفي للطبعة، إنّ رسالة مستغانم اليوم هي الفن الذي يحمله شبان هواة يطمحون للأفضل في الفن الرابع بالجزائر، بل يسعون الى إبراز قدراتهم ومواهبهم التي يجب أن تلقى العناية و الاهتمام اللازمين من السلطات المعنية. مديرة الثقافة، حليمة حنكور، اقالت في كلمة ختامية عن الحدث، إنّ المهرجان تم في ظروف صعبة جدا، لاسيما الجانب التقني الذي أثر سلبيا على أداء الفرق في عروضهم على الركح، واعتبرت أنّ الفشل النسبي بسبب التجربة الأولى للمهرجان على ركح في الفضاء بعد انعدام قاعة عرض خاصة، سواء مسرح جهوي أو قاعة دار الثقافة التي تجري بها ترميمات. وفي السياق جاءت توصيات لجنة التحكيم التي يرأسها مدير المسرح الجهوي لأم البواقي، لطفي بن سبع، لاذعة نوعا ما، حيث طالبت بضرورة إعادة النظر في القانون الداخلي للمهرجان المتعلقة بالتصفيات، والنظر في آليات ومنهجية انتقاء العروض المسرحية حتى يرتفع مستوى المنافسة. كما عمدت اللجنة الى اختيار طريقة الترشيح لاختيار الفائزين بالجوائز لإعطاء مصداقية أكبر للمهرجان والمتنافسين بناء على ترشيح ثلاثة وفوز واحد منهم. وفي الصدد ذاته توجت الممثلة إيمان أوسليمان، بأفضل دور نسائي في مسرحية ”ليلة رعب” للجمعية الثقافية بودواو، مع منافسة لكل من زليخة طالبي، من تعاونية المسرح ”مشاهو” لتيزي وزو ونبيلة أوزنار من جمعية ”الأقواس” للمدية. وعادت جائزة أفضل أداء رجالي التي رشحت ثلاثة ممثلين هم شعيبي ابراهيم من جمعية الحرف لسيدي بلعباس وغانم فريد من جمعية بودواو، تاسليث محمد الطاهر، لهذا الأخير عن مسرحية ”سي المخرج” لفرقة ”الصرخة” لمدينة مليانة.u أمّا جائزة أحسن نص فكانتu من نصيب الكاتب حوش عبد الرحمان رئيس فرقة ”مشاهو” عن نصه ”خرافة قديمة”، متنافسا مع كاتبي نصي ”ليلة رعب” لمنصوري مروان والعوفي جيلاي عن نصه ”طمع يخسر الطبع”. وتوجت بجائزة أحسن سينوغرافيا فرقة الرسالة من المسيلة عن مسرحيتها ”ليلة الحجاج الأخيرة”، متفوقة على مسرحيتي ”البحث عن الخلاص” لعبد الغني شنوف و”ليلة رعب” لمسرح بودواو. بينما الفائز بجائزة أحسن إخراج في الدورة هو تيشوداد شفيق مخرج نص ”السي المخرج” التي أدتها فرقة الصخرة لمليانة. وارتأت لجنة التحكيم حازت جائزتها الخاصة لجمعية ”الموجة” لمستغانم عن مسرحيتها ”إفريقيا” للمخرج جيلالي بوجمعة. وفي الأخير فازت مسرحية ”خلف الأبواب” لتعاونية الثقافة والفنون لقسنيطينة بجائزة أحسن عرض متكامل في هذه الدورة ال46 التي عرفت تنافس 12 فرقة على جوائزها.