توجت سهرة أول أمس مسرحية »من خلف الأبواب« لفرقة تعاونية »الشمعة للثقافة والفنون « من قسنطينة بالجائزة الكبرى كأحسن عرض متكامل بالمهرجان الثقافي الوطني لمسرح الهواة لمستغانم في طبعته ال 46 وحصدت الجمعية المسرحية »الموجة « جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن عرضها المسرحي » إفريقيا 50 35 « للمخرج القدير الجيلالي بوجمعة والذي قال عنها رئيس لجنة تحكيم لطفي بن سبع أنها مسرحية تميزت بالجرأة والتنوع في الأداء كما كسرت الفضاء لتفتح أفق الرؤية المسرحية ، وذلك أمام 11 فرقة متنافسة على الجائزة والتي تواصلت من 24 أوت وإلى غاية 31أوت الجاري بدار الشباب محمد مرسلي بصلامندر. وأعلن رئيس لجنة التحكيم لطفي بن سبع وأعضاءها المشكلة من الفنان القدير جمال دكار ،المخرج المسرحي علي عبدون ،الباحث ميسوم لعروسي ، والسينوغرافي يحيى ين عمار وبحضور الرئيس الشرفي للدورة المسرحي القدير الحاج المكي بن سعيد ، عن نتائج الدورة الجديدة للمهرجان حيث حصدت الفنانة الشابة إيمان أوسليمان على جائزة أحسن أداء نسائي عن دورها في مسرحية » ليلة رعب« لفرقة جمعية الهواء الطلق لبودواو بومراس فيما تحصل على جائزة أحسن أداء رجالي الفنان الشاب تاسيلت محمد الطاهر عن دوره في مسرحية » سي المخرج« لفرقة الصرخة محفوظ الطواهري مليانة ولاية عين الدفلى ، كما فاز المخرج والمؤلف المسرحي عبد الرحمان حوش بجائزة أحسن نص عن مسرحية »تيسليت بانزار« » عروس قوس قزح « لجمعية » ماشاهو « للمسرح لمدينة إيفرحونن بتيزي وزو عادت جائزة أحسن إخراج للمخرج شفيق تيشوداد عن مسرحية » سي المخرج «لفرقة الصرخة محفوظ الطواهري مليانة ولاية عين الدفلى. وتميزت السهرة الختامية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة في دورته ال46 بتقديم تركيب مسرحي مستوحى من ريبرتوار ومسار المسرحي القدير ولد عبد الرحمان كاكي من تصميم وإخراج الشاب تاكيرات محمد حيث قدمت الفرقة الهاوية الشابة مقتطفات ولوحات لأهم الأعمال المسرحية لإبن مستغانم الراحل ولد عبد الرحمان كاكي منها» القراب والصالحين « ، » بني كلبون « ،» شعب الظلمة« إفريقيا قبل القرن « ، »132 سنة« ، »ديوان القراقوز«وغيرها من الأعمال المسرحية التي تستحضر الموروث الشعبي وتراث الحلقة والقوال وهي قيم فنية وجمالية ومن صميم المجتمع الجزائري وتراثه الشفوي. وطالب رئيس لجنة التحكيم لطفي بن سبع من خلال التوصيات التي أقرتها اللجنة بضرورة إعادة النظر في القانون الداخلي للمهرجان من حيث الأهداف وفلسفة المهرجان الذي تأسس من أجلها ، إلى جانب توصية ضرورة إعادة النظر في آليات ومنهجية إنتقاء العروض المشاركة في المسابقة الرسمية من أجل الإرتقاء بجودة المهرجان واستمراريته كما ثمنت مديرة الثقافة لولاية مستغانم حليمة حنكور الجهود التي بذلت من أجل إنجاح الطبعة الجديدة لمهرجان الهواة وذلك رغم الظروف الإستثنائية التي أقيمت فيها الطبعة وفي الهواء الطلق بدار الشباب محمد مرسلي بصلامندر.. من جهته أكد بلميلود محمد عبد النور رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية مستغانم عن المكانة العريقة والرفيعة للمهرجان الوطني لمسرح الهواة على المستوى الوطني لدى مختلف الأجيال المسرحية التي تمارس المسرح عبر مختلف مناطق الوطن وأوضح » أعتبر الطبعة 46 ناجحة حيث خلقت بفضل برنامج العروض المتنافسة والبرنامج الجواري أجواء من الفعالية وحركت الفعل الثقافي وأوجه شكري للساهرين على إنجاح هذا الموعد السنوي الطي يلتقي فيه هواة المسرح لتبادل التجارب والرؤى والتنافس الإبداعي« و يضيف »كل هذا دون أن ننسى فضل الجيل الأول من المؤسسين ومنهم الراحلين ولد عبدالرحمان كاكي وسي جيلالي بن عبد الحليم وغيرهم ومن بقوا على قيد الحياة ومنهم الحاج المكي وهو بمثابة ذاكرة للمهرجان وأرشيفه وأتمنى أن يتسع المهرجان ليصبح ذو صبغة دولية ، وأشير أن بلدية مستغانم رافقت المهرجان منذ طبعاته الأولى وكانت أول داعم للمهرجان ومؤسسي المهرجان الذين إنطلقوا بالمبادرة بإمكانياتهم الخاصة وكانت بلدية مستغانم أول من دعمتهم وبقيت سنة حميدة إلى جانب الداعم الأول وهي وزارة الثقافة حيث بعد الوزارة الوصية فإن البلدية هي ثاني شريك كما أتمنى أن تقام دورة 2014 بالمسرح الجديد سرح الذي سيتم استلامه وهو مشروع ضخم وأول مسرح بعد الإستقلال«. للتذكير تسرد مسرحية »من خلف الأبواب« التي أخرجتها نغواش شاهيناز انطلاقا من اقتباس باللغة العامية لعمل المؤلف الكوبي خوسي تريانا قصة شاب ويجسده الفنان بولمدايس شاكر يؤنبه ضميره بعد اغتيال والديه بمساعدة شقيقه ويقدمه الفنان لبيض رمزي وشقيقتيه من أجل عبور عتبة البيت العائلي الذي يرمز للحبس والسجن وتمكنت هذه الدراما العائلية من استقطاب الجمهور وصنع الحدث بفضل إخراج حيوي ومتنوع تخللته عدة مقاطع غنائية وكذا بفضل الاستعمال الدائم لمختلف مكونات الديكور. كما تميزت مسرحية »من خلف الأبواب« بطابعها »الرمزي« الذي يترك حرية كبيرة للجمهور في تفسيرها كما أوضحته نغواش شاهيناز التي قالت إنها إقحمت في النص عدة إشارات للأوضاع ببلدان كسوريا وتونس ومالي.