المتأمل في خطابات وتصريحات محمود العباس منذ أن تم تنصيبه خليفة لياسر عرفات المعترف الأول بدولة إسرائيل يجد أنها مكررة ومملة بحيث نراه يستجدي ما يصفه بالسلام الدائم والأبدي مع إسرائيل وضمن حدود ال67 ومجرد الإعلان عن هذا الطرح هو استمرار للمهزلة التي تعني أنه لن يكون هناك حل يرضي الفلسطينيين لأن جوهر الصراع بالتأكيد لايقف عند حدود ال67 وهو أعمق وأكثر امتدادا من هذا لأن حرب ال67 وقعت نتيجة لمأساة كانت قائمة قبل هذا التاريخ فأين نذهب بخمسة ملايين فلسطيني في الشتات ؟ يبدو أن الحل عند الأمريكيين هو في أمرين إما دخول هؤلاء في حرب مع سوريا من خلال مخيم اليرموك لإحتلال سوريا وإما من خلال حرب مع مصر في سيناء لاحتلال سيناء بحيث تكون الوطن البديل وهذا ما لايمكن أن يرضي أحدا من العرب ومعنى هذا أن المسيرة السلمية عادت إلى المربع الأول أي إلى توهم إمكانية إيجاد حل دون عودة اللاجئين إلى ديارهم وأمريكا ومعها إسرائيل دائما يلجآن إلى خلق بؤر جديدة يكون القصد منها الإلهاء وتحويل الأنظار بحيث تبقى الكرة في ملاعب الآخرين أي أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين لابد وأن يكون على حساب العرب وأمريكا من هنا خلقت لسوريا ما خلقت تآمرا وتدميرا لإضعاف المواقف العربية ومنع أي تطلع لحلول جذرية للمشكل الفلسطيني ومحمود العباس في نيويورك يبكي أو يتباكى ويلهث وراء أوهام يقابلها التصلب الإسرائيلي الذي لم ولن يتزحزح ولو قيد أنملة عن مواقفه التاريخية المتمثل في إسرائيل دولة قوية محاطة بعدد من الدويلات الضعيفة الخاضعة لنفوذها الأمني والإقتصادي بحيث تكون منزوعة السلاح وإذا كانت مسلحة فسلاحها يكون في خدمة إسرائيل بلا منازع وهي الآن محاطة بسوريا التي أنهكتها الحرب المدمرة والمدبرة من قبلها والضفة التي يعمل أمن السلطة فيها لصالح أمنها وغزة المحاصرة وسيناء المنزوعة السلاح وهذا ما تعمل إسرائيل من أجله وبالطبع ومعها أمريكا وجرابيع العرب دون أن نسميهم وما علينا إلا البحث عنهم الآن في سوريا حيث جهاد المناكحة قائم على قدم وساق.. فماذا يقول المحمود العباس وماذا يقول كيري وأوباما ؟ يقول عباس بأنه ”يسعى إلى اتفاق كامل ودائم لمعاهدة سلام بين ما يصفه بدولتي إسرائيل القائمة ودولة فلسطين المقترحة حلما”، وعلى هذا فهو يطالب وباحتشام بالغ ”بوضع حد للإستيطان”، فاقو ”وخصوصا في القدس الشرقية”، ومعنى هذا أن الإستيطان في غير القدس معقول. أما كيري فإنه يؤكد على ”تسريع” وتيرة المفاوضات...وبالطبع لصالح إسرائيل وأوباما يدعو إلى تبادل الأراضي في إطار اتفاق ثنائي وتدابير أمنية ”صلبة” لتتمكن إسرائيل من مواصلة الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات حسب وصف أوباما أي ضد ”العدوان العربي والفلسطيني” القائم عليها منذ وقبل أن تولد فهل فهمنا شيئا ؟ نعم إن السلام المطلوب هو ضرب من الأوهام خاصة وأن خالد المطفي قد أطفأ نيرانه والتحق بإخوانه ولم يبق في الميدان إلا حديدان ”توتا توتا... خلصت الحدوتا”..