أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك ويبدأ الصراع بالنسبة لبعض العائلات لتوفير المال. فمنها من تلجأ إلى رهن مصوغاتها فيما تلجأ بعض العائلات لشراء الأضحية بالتقسيط إلا أن البعض فضل الامتناع عن شراء كبش العيد بسبب انطلاق التسجيلات في سكنات ”عدل”، وهو المشروع الحلم لجميع الأسر الجزائرية.. فهل سيتحقق الحلم؟ تزامن الإعلان عن التسجيلات الجديدة في سكنات بيع بالإيجار الاحتفال بالعيد الأضحى، وهو الأمر الذي أدخل العديد في حيرة، فيما امتنع العديد عن شراء أضحية العيد تحسبا الإعلان عن قبول طلباتهم والبدء في دفع المستحقات الأولية للسكنات. ”كمال. ج”، عامل بإحدى الشركات الخاصة، قال في حديث مع ”الفجر”، إن التفكير في شراء كبش العيد يعتبر من المستحيلات خاصة هذه السنة، مضيفا:”أنا لا أملك سكنا وأقطن في بيت مؤجر مكون من غرفتين منذ أزيد من 10 سنوات وأب لطفلين، وبالنسبة لي السكن أولى من أي شيء آخر، أدعو الله أن يسهل أمري في اقتناء سكن في صيغة البيع بالإيجار، خاصة أني تقدمت لطلب سكن اجتماعي لكن اسمي كان يسقط من القائمة في كل مرة، وسأجرب حظي هذه المرة في سكنات ”عدل”.. مستعدة لبيع سيارة زوجي لشراء سكن عوض اقتناء كبش العيد.. من جهة أخرى، ذكرت ”لمياء .ف”، أم لطفل واحد، أنها مستعدة لبيع سيارة زوجها لاقتناء سكن، ولا تفكر- تقول محدثتنا - بتاتا في شراء كبش العيد هذه السنة، خاصة مع الغلاء الكبير الذي تشهده سوق المواشي في بلادنا في الوقت الراهن، رغم التصريحات الرسمية التي باتت تطمئن الناس فيما يخص استقرار أسعار الكباش، إلا أنني أتبع مقولة ”الثقة في الوثيقة”، إلى جانب الإعلان الذي خصصته الدولة مؤخرا فيما يخص سكنات عدل، وهو المشروع الذي طالما انتظرناه طويلا منذ سنة 2000. أضحي بالكبش حين تحقيق المراد.. محمد شاب في ال30 سنة، يؤكد أن شراء كبش العيد مرهون بترتيبات خاصة، منها اقتناء شقة من شقق سكنات عدل، خاصة إذا تم استدعائي لدفع أولى مستحقات السكن - يقول محدثنا - فقد دخلت في حرب نفسية كبيرة منذ انطلاق التسجيلات، خاصة في اليوم الأول حين تعذر على الجميع اختراق الموقع الرسمي ل”عدل”، ولم يرتح لي بال إلا في اليوم الثاني بعد أن استطعت تسجيل نفسي وحصولي على وصل التسجيل، ولهذا الغرض لن أفكر بتاتا في اقتناء كبش العيد بل سأضحي بالكبش بمجرد استدعائي لدفع أولى المستحقات.. .. وآخرون يصرون على شراء الأضحية مهما كلفهم ذلك سيدة أخرى اعتبرت أن عيد الأضحى عيد للمسلمين وجب علينا التضحية ولأنها سنة مؤكدة فعلينا الاقتداء بسنة رسولنا الكريم لمن استطاع إليه. تقول السيدة مليكة إنها لن تتنازل عن التضحية مهما كانت الظروف وقد ألجأ -تقول محدثتنا - إلى رهن مصوغاتي لشراء الكبش لإدخال الفرحة والبهجة إلى أطفالي الذين يريدون أن يكونوا كأقرانهم يلعبون مع الخروف ويضعون له ”الحنة” على جبينه، وتكفي الفرحة عندما تجتمع العائلة وتبادل التهاني مع أكل ”الكبدة” و”البوزلوف” وشواء اللحم.. كل هذه الطقوس تجعلنا ”نقفز” لشراء الكبش مهما كلف سعره. وبين مؤيد وممتنع، تبقى آراء المواطنين تختلف كل حسب ظروفه وحسب إمكانياته، وفي انتظار تحقيق المراد فإن طقوس العيد فريدة و مميزة إلا أن سوق المواشي هي دائما المتحكم الأول والأخير في رغبات المواطنين ولمن يستطيع إليه سبيلا..