علمت ”الفجر” من مصادر مطلعة، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يحضر لمشروع ترقية المصالحة الوطنية، وهو المشروع الذي ينوي تجسيده قبل نهاية العهدة الرئاسية الجارية، وعلى هذا الأساس يكون حزب جبهة التحرير الوطني قد شرع في إجراء اتصالات مع شخصيات تاريخية وعلى رأسها زعيم الأفافاس حسين آيت أحمد. ووفق ما نقلته نفس المصادر، كشف رئيس الجمهورية لمقربيه ومستشاريه عن رغبته في توسيع مشروع المصالحة الوطنية قبل انتهاء ولايته الرئاسية الثالثة المقررة في ربيع 2014، وأضاف نفس المصدر أن المتقرح لا يزال مشروعا أوليا رغم أن العهدة الرئاسية الثالثة للرئيس بوتفليقة لم تبق منها سوى 5 أشهر، وتنتظرها الكثير من المواعيد السياسية الهامة منها مشروع تعديل الدستور، وقانون السمعي البصري، بالإضافة إلى تحضير وتنظيم خامس انتخابات رئاسية تعددية في البلاد والمقررة في 2014. وقد يلجأ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي عاد إلى نشاطه بعد وعكة صحية، عبر إقدامه على تغييرات واسعة في هرم السلطة شملت الجهاز التنفيذي ومؤسسة الجيش الشعبي الوطني، إلى دسترة هذه المصالحة في مشروع تعديل الدستور المقرر قريبا. ولا يستبعد أن تكون الاتصالات التي يجريها الحزب الحاكم ممثلا في جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه شرفيا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بالزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، تصب في هذا الغرض. يذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منذ وصوله إلى قصر المرادية في أفريل 1999، شرع في تطبيق المصالحة الوطنية بدءا بالوئام المدني في عهدته الرئاسية الأولى، ثم المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب بأغلبية ساحقة في 2005، كما ظل الرئيس بوتفليقة يروج في ولايته الثالثة لرغبته في توسيع المصالحة الوطنية دون أن يعطي تفاصيل أكثر. ومكن مشروع المصالحة الوطنية من عودة أكثر من 15 ألف مسلح من الجبال، كما أصبح نموذجا جزائري تقتدي به العديد من الدول كمالي وليبيا وغيرها.