لا يزال المؤتمر الدولي للسلام المزمع تنظيمه الشهر الداخل يثير الكثير من اللغط بين الأطراف الدولية الفاعلة في القضية السورية من أجل وضع حد للحرب الدائرة في المنطقة، وبعث سبل التسوية السلمية للنزاع، حيث لم يتفق المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي خلال لقائهما بالقاهرة على موعد فاصل لعقد مؤتمر “جنيف 2”، ففي الوقت الذي أعلن فيه العربي أن موعد المؤتمر يصادف تاريخ الثالث والعشرين من الشهر المقبل، أكد الإبراهيمي أن موعد المؤتمر لم يحدد رسميا. أشار الأخضر الإبراهيمي إلى احتمال تنظيم لقاء التسوية السلمية للنزاع السوري شهر نوفمبر القادم لكنه لم يعطي موعدا محددا لمؤتمر “جنيف 2”، مجددا حرصه الدائم على مواصلة مساعيه الدبلوماسية مع كبرى الدول ودول الجوار وكذا النظام والمعارضة من أجل التوصل إلى حل يرضي كل الأطراف وتحديد موعد فاصل لهذا اللقاء الدولي الذي طالت فترة التحضير له أمام تعنت الجانبين المتناحرين وتمسكهما بشروط مسبقة تعثر جهود السلام بالمنطقة، كما أكد المبعوث الأممي أنه لم يتم الخوض في قائمة المدعوين إلى”جنيف 2”، غير أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي صرح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأخضر الإبراهيمي أن تاريخ المؤتمر الدولي قد حدد يوم ال23 نوفمبر المقبل. وجاءت تصريحات الإبراهيمي من القاهرة التي استهل منها جولته الإقليمية تحضيرا للمؤتمر الدولي حول السلام في سوريا، تضم دمشق وطهران، قبل أيام من عقد اجتماع في لندن ل”مجموعة أصدقاء سوريا” الذي سيتناول أيضا مؤتمر “جنيف 2”، حيث يبدو أن الضباب قد انقشع بين السلطات السورية والمبعوث الأممي الذي يواجه حملة انتقاد شرسة من قبل الجهات السورية تلت زيارته الأخيرة إلى دمشق في نهاية العام 2012، إذ وافقت دمشق على استقبال الإبراهيمي الأسبوع المقبل شرط التزامه الحياد، وذكرت صحيفة “الوطن” السورية أمس أن دمشق وافقت على استقبال المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي الأسبوع المقبل شريطة تقيده بالحياد والالتزام بدوره كوسيط في النزاع السوري، وذلك بعد حملة سورية عنيفة على الموفد الدولي، وكتبت الصحيفة المقربة من النظام السوري أنه من المرجح أن يصل الإبراهيمي دمشق الأسبوع القادم عن طريق بيروت، بعد أن فتحت دمشق أبوابها لاستقباله شرط أن يلتزم الحيادية والمهنية والموضوعية ويمارس دوره كوسيط نزيه وليس كطرف في النزاع الدولي القائم على سوريا، وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم وجّه عقب زيارة الإبراهيمي الأخيرة إلى دمشق في ديسمبر 2012 انتقادات قاسية إلى الموفد الدولي الذي تبنى بنظره موقفا يطابق الموقفين الأمريكي والخليجي المتآمرين على سوريا. ميدانيا، قتل 31 شخصا على الأقل، بينهم عناصر من قوات النظام السوري أمس في تفجير انتحاري عند أطراف مدينة حماة وسط سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأفاد المرصد في بريد الكتروني عن مصرع ما لا يقل عن 31 شخصا بينهم عناصر من القوات النظامية، إثر تفجير رجل شاحنة مفخخة عند حاجز المكننة الزراعية للقوات النظامية على طريق “سلمية - حماة”، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب الوضعية الحرجة لعشرات الجرحى، وكان التلفزيون الرسمي السوري أشار في وقت سابق إلى تفجير إرهابي بسيارة مفخخة وقع بذات المنطقة وعن سقوط قتلى وجرحى.