النهضة: "الحركة غير مسؤولة عن الإرهاب في البلاد لأنها أول المتضررين" نداء تونس: "الخطاب الديني يتحمل عبء انتشار التطرف في البلاد" صعّدت الجماعات الإرهابية في تونس نشاطاتها الهجومية ونقلت عملياتها الانتحارية وتفجيراتها نحو المدن بعد أن استهدفت في الماضي قوات الأمن المسؤولة على تأمين حدود البلاد وداخل المناطق الجبلية الحدودية المعزولة، حيث فجر أمس انتحاري نفسه على شاطئ قرب فندق بمنتجع سوسة السياحي، كما أحبطت قوات الأمن محاولة تفجير بمقبرة آل بورقيبة واعتقلت الشخص الذي كان يحاول تفجير قبر أول رئيس لتونس الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير، وفي مقابل هذا التصعيد الإرهابي الخطير تتعالى الأصوات المنددة بتنامي هذه الظاهرة في بلد هو في غنى عن المزيد من التعقيد في ظل الأزمة السياسية التي يعيشها، وما صاحبها من مشاكل ساهمت في تأجيج الغضب الشعبي وتبادل التهم بين التيارات السياسية الفاعلة في تونس. ترمي العديد من الأطراف في تونس حِمل التصعيد الإرهابي في البلاد على حركة النهضة الحاكمة وتحملها مسؤولية استفحال هذه الظاهرة، واتساع دائرة نشاط الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تحاول ضرب استقرار أمن البلاد والعباد، غير أن أطرافا سياسية أخرى تمسك العصا من الوسط وتتجنب إلقاء اللوم على أي طرف مرْجعة الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هكذا تصعيد الى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، والفترة الحرجة التي صاحبت مرحلة التغيير عقب رحيل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، إذ لا تزال المرحلة الانتقالية غامضة الى غاية اليوم أمام المطالب التي تريد تحقيقها الأحزاب المعارضة في البلاد والتي رأت أن ثورة الياسمين اغتصبت ولم تجسد الأهداف التي اندلعت من أجلها على أرض الواقع بعد استحواذ النهضة على مقاليد الحكم والوزارات السيادية في تونس، إذ وعلى الرغم من وصول حركة النهضة الى السلطة عن طريق الانتخابات إلا أن المعارضة لا تزال تصف آدائها بغير الناجع على مختلف الأصعدة، خاصة على المستوى الأمني وبعد الاتهامات التي طالت الحزب عقب اغتيال المناضل شكري بلعيد ثم أصابع الاتهام التي وجهت مجددا للحركة في قضية تصفية محمد البراهمي، مع نفي الحزب الحاكم لمجمل هذه التهم وتأكيد الحكومة ضلوع عناصر من التيار السلفي في هذه الجرائم، لا تزال النهضة تلام في كل ما يحدث تونس كونها ممثلة السلطة في البلاد، كما ذهب البعض الآخر الى اعتبار الخطاب الأخير لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي للقناة الأولى الذي شدد فيه على عدم محاربة التيارات الإسلامية بل يجب احتواءها وإدماجها في الحياة السياسية.