أكد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية التي تقود الحكومة في تونس أول أمس استعداده لتقديم مزيد من التنازلات للمعارضة العلمانية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد لكنه قال أن حزبه مستعد لاستفتاء شعبي إذا أصر المحتجون على التظاهر.واعتبر الشيخ راشد الغنوشي أن المتشددين الإسلاميين الذين قاموا باغتيالات سياسية ويهاجمون قوات الأمن مخترقون من جماعات سياسية تهدف إلى ضرب النهضة والمسار الديمقراطي في تونس، وقال الشيخ الغنوشي "هذه الجماعات السلفية مخترقة من أطراف سياسية في الداخل لضرب حركة النهضة والمسار الديمقراطي عبر توظيف شبان قليلي التجربة والثقافة الدينية".وزادت هجمات الإسلاميين المتشددين على مدى الأسبوعين المنصرمين في تونس، وشنت قوات الأمن يوم الجمعة الماضي هجمات عنيفة بالطيران والمدفعية على مخابئ للمتشددين في منطقة جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر، وقتل مسلحون متشددون الأسبوع الماضي ثمانية جنود، في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة العلمانية الغاضبة للإطاحة بالحكومة التي يقودها إسلاميون بعد اغتيال المعارض محمد البراهمي قبل أيام.ودعت المعارضة في تونس إلى مظاهرة حاشدة أمس لتحقيق مطلبها بإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي (البرلمان)، بينما عرض زعيم حزب حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم الاستفتاء لتجاوز الأزمة السياسية التي أججها اغتيال سياسي معارض ثانٍ نهاية الشهر الماضي، وهذا الاحتجاج بمناسبة مرور ستة أشهر على اغتيال المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين (اليساري) شكري بلعيد في 6 فيفري الماضي بإحدى ضواحي العاصمة.وقال مسؤولون في الأحزاب المنضوية في الجبهة الشعبية والتي كان ينتمي إليها بلعيد وكذلك النائب محمد البراهمي الذي اغتيل في 25 من الشهر الماضي، والاتحاد من أجل تونس إن من شأن الحشد الذي دعوا إليه وسانده اتحاد الشغل (أكبر نقابة عمالية في البلاد) أن يفضي إلى إسقاط الحكومة الائتلافية، وحل المجلس التأسيسي وتعويضهما بحكومة إنقاذ وهيئة خبراء تنهي الدستور، وأكد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي قبل يومين أن حل المجلس التأسيسي وحل الحكومة "خطان أحمران".