كشفت آخر الإحصائيات المقدمة من قبل جمعية أمل في الحياة لمساعدة مرضى السرطان بولاية سيدي بلعباس، عن بلوغ نسبة 85 بالمائة من حالات الإصابة بداء سرطان الثدي من جملة كل أنواع حالات السرطان التي تحصيها الجمعية بالولاية، الأمر الذي دفعها إلى دق ناقوس الخطر عبر كافة المستويات، والمطالبة بالتركيز أكثر على هذا النوع من الأمراض الذي انتشر وبكثرة في أوساط النساء وحتى الرجال، حيث تحصي الجمعية حالتين لداء سرطان الثدي لدى الرجال. وشكل داء سرطان الثدي، يوم أمس، محور يوم علمي احتضنته قاعة المحاضرات برئاسة جامعة الجيلالي اليابس، من تنظيم جمعية أمل في الحياة في مبادرة لاختتام فعاليات الشهر الوردي لمكافحة داء سرطان الثدي، بمشاركة مجموعة من الأطباء الأخصائيين، وطلبة الطب وكذا الجمعيات الناشطة في هذا المجال. واستهلت المداخلات بعرض مفصل عن دور الجمعية ومهامها من تقديم الدكتور حرمل، تلتها مداخلة الدكتور عبد الناصر تو حول الوضعية الحالية للمرض على مستوى الولاية، حيث أعطى حوصلة وتقييم للمرض وتطوره منذ سنة 1996، ثم تطرق إلى جملة المشاكل المطروحة في كيفيات تحسين التكفل من ناحية التشخيص والجراحة والعلاج الكيميائي. وتطرق الدكتور أبو بكر في مداخلاته إلى أهمية الكشف المبكر كخطوة أساسية في العلاج، مشيرا إلى أن الطاقم الطبي بالمستشفى يجري أسبوعيا من ثلاث إلى أربع عمليات جراحية خاصة بهذا المرض، كما أكد أن المرض بالولاية خاصة والجزائر عامة أضحى يصيب فئات عمرية صغيرة تبدأ حتى من سن 35 سنة عكس الدول الأوروبية حيث يظهر المرض لدى الفئات العمرية التي يفوق سنها الخمسين سنة. وركز خلال محاضرته الثانية حول جراحة الثدي التي تكون في حالة الاكتشاف المبكر للمرض عبارة عن عملية لاستئصال الورم دون اللجوء إلى استئصال الثدي كاملا، الأمر الذي يساعد المريضة على تقبل المرض والتجاوب مع العلاجات. وعرف اليوم العلمي أيضا مشاركة العديد من الأخصائيين من خلال تقديم مداخلاتهم التي تخدم الموضوع، على غرار مداخلة الدكتور بوترفاس حول طرق تشخيص المرض، والدكتور كرماس حول تصنيف الأمراض، ومداخلة حول خبرة المصلحة في التكفل بمرض سرطان الثدي من تقديم الدكتور العرباوي. ويذكر أن عدد المصابين بداء السرطان بكافة أنواعه في تزايد مستمر بالولاية، حسب الإحصائيات المستقاة من الجمعية المذكورة التي تحصي حاليا 1410 مريض بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 700 حالة خلال سنة 2009، وهو ما ينذر بتفاقم كبير وتزايد مخيف للحالات المرضية. ويحتل داء سرطان الثدي المرتبة الأولى من حيث الإصابات على مستوى الولاية، يليه سرطان الرئة في المرتبة الثانية، ثم سرطان عنق الرحم، متبوعا على التوالي بسرطانات الدماغ، والبروستات، والدم، وسرطان المبيض لدى النساء، وسرطان القولون وسرطان المثانة لدى الرجال وغيرها. ومن أجل ضمان تكفل جدي بهذه الفئة التي تزداد أعدادها يوميا، تطالب الجمعية بتسليم مركز أمراض السرطان في موعده، بعد إعادة بعث أشغاله نهاية شهر جويلية الماضي بغلاف مالي قدر بخمسة ملايير دج، كما طالب الجمعية أيضا بتجهيزه بمعدات ووسائل جد حديثة ومتخصصة في مجال علاج أمراض السرطان على غرار أجهزة العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي وكذا أجهزة سكانير من الجيل الجديد ومخابر تضم وسائل ومعدات حديثة، ناهيك عن تسخير إمكانيات بشرية هامة من أخصائيين، وجراحين وطاقم شبه طبي متخصص للسهر على راحة المرضى وضمان تكفل جيد بهم، من أجل رفع الغبن عنهم وتجنيبهم مشقة التنقل إلى ولايات أخرى كوهران، والبليدة والعاصمة للعلاج، أو تحمل مبالغ مالية كبيرة للعلاج لدى العيادات الخاصة.