جاء المعرض الذي نظمته جمعية سبيل الثقافية لإحياء التراث الترڤي بساحة البريد المركزي بالعاصمة، والذي ستختتم فعالياته يوم 14 نوفمبر القادم، في إطار إرساء ثقافة ترقية وتوظيف مكنونات التراث الترڤي ونقله إلى العاصمة، باعتبار أن تغييب مفهومه تاه بين مجال الفكر العصري المتزاحم في الأطر الفكرية الحديثة. كشف الناطق الرسمي لجمعية حفظ الآثار والتراث بتمنراست، محمد زكين، أن الهدف من هذا المعرض هو إعطاء لمحة فنية تراثية للحياة الترقية بما تحمله من معان عميقة، وهذا بمشاركة فرق جاءت من أعماق الصحراء الجزائرية طبعتها الفرقة الفنية والاستعراضية والمكونة من 12 عضوا، منهم 4 نساء، في تكريس الإرث الثقافي بالمنطقة. فالحديث عن العادات و التقاليد التي يتمتع بها المجتمع الترڤي يجرنا إلى معرفة الإرث الثقافي الاجتماعي التقليدي، والذي يمثله الجانب الفني، وهذا ما حاول يجسده الشباب من خلال رقصات التندي وعروض استعراضية لهذا الفن، ورقصة الخميسة التي اشتهرت بها المنطقة. كما يرمي هذا الحدث الثقافي التقليدي إلى التعريف بالخيمة الترڤية باعتبارها تراثا أصيلا وواحدة من المشاهد الإجتماعية التي ترمز إلى جانب من عادات وتقاليد سكان المنطقة والبيئة الصحراوية. وذكر محمد زكين، في تصريح خص به ”الفجر”، أن إثراء المشهد الثقافي لمدينة تمنراست سيعطي دفعا آخر وحافزا قويا لتكريس هذا الحدث على المستوى المحلي، نظرا للإقبال الواسع الذي يشهده من طرف الجمهور منذ انطلاقه. وتتضمن هذه الأيام للخيمة الصحراوية عرض نماذج مختلفة من الصناعات التقليدية التي يشتهر بها التوارڤ، والمتمثلة خاصة في صناعة الحلي الفضية والجلود، إلى جانب إقامة ألعاب تقليدية ورقصات فلكلورية وإحياء سهرات موسيقية بمشاركة فرق وجمعيات محلية، إلى جانب إبراز الجانب المظهري للمرأة الترڤية التي تشتهر بلباسها المحتشم الذي يضفي عليها وقارا وجمالا مميزا. وعرفت هذه الفعاليات عروضا تقليدية على الطريقة الترڤية، والذي سادته أهازيج غناء ”التيندي” ورقصة ”طاكوبا”، ما ساهم في تقريب مضمون هذا المشهد التراثي الذي يعبر عن خصوصية هذا المجتمع للجمهور. ورافقت هذه المناسبة الإجتماعية تنظيم ألعاب تقليدية مشهورة لدى المجتمع الترڤي، على غرار لعبة ”تاكريكرة” و”درا” و”إيسيغن”، حيث ذكرت الفنانة الحرفية حدة معلول، في تصريح خصت به ”الفجر”، أن تبسيط الفكر التارقي بأسلوب ترفيهي يمتزج ضمن التقاليد الخاصة لمختلف الفنون الاستعراضية التي تنطوي وراءها مجال الصناعات التقليدية والفلكلور الشعبي والموسيقى الترڤية. وأكدت أن المرأة الترقية تسعى للحفاظ على إرثها الثقافي، فهي داخل التنظيم الاجتماعي تؤدي دورا مهما في ذلك النظام، ونظرا لكونها الناقل للإرث الاجتماعي والمحافظة للإرث المادي والمالكة لحق الانتساب وناقلة أيضا للجاه لأبنائها، إضافة لكونها الناقل للنظم الثقافية، فالقصص الشعبية والشعر واللهجة أواللغة والموسيقى يتعلمها الفرد من والدته، لأن المرأة الترڤية هي الحافظ للتراث الشعبي، ومن هنا يبرز دورها الكبير في التنمية.