عرف اليوم الخامس من المهرجان الدولي الثاني لفنون الأهقار بتمنراست خلال العروض الغنائية المقدمة بمخيم ''أقنار'' التركيز على التراث والتقاليد الترقية والصحراوية العريقة، وعدم الخروج عن الأصالة، حيث نشط السهرة كل من الفنان والشاعر ''عجيلا'' رفقة العازف ''مولودي''، تبعتها فرقة ''أهليل بنات المغرة'' ، وفرقة ''تيندي لتاقاليفت''، واختتمت السهرة فرقة ''تيندي إيماودهان''· نغمات موسيقية ترقية عذبة، مقاطع شعرية أصيلة تروي الحياة اليومية لواقع المجتمع الترقي والصحراوي، موسيقى نابعة من آلات تقليدية ترحل عقول الحاضرين إلى عمق حياة بدو الرحل·· هذه هي بعض الصفات التي تميزت بها السهرة الخامسة من المهرجان الدولي الثاني لفنون الأهقار، حيث ركز المنظمون على برمجة سهرة تقليدية تنقل الأصالة والتراث الحقيقي للمجتمع الترقي بعيدا كل البعد عن الحداثة والمعاصرة، وقد افتتح السهرة الفنان والشاعر ''عجيلا'' رفقة العازف على آلة ''ثزمارت'' وهي آلة موسيقية مشهورة ومقدسة في الصحراء، حيث قدم الشاعر ''عجيلا'' مقاطع شعرية ساخنة تنتقد الوضع العام الذي آلت إليه ولاية تمنراست، وفتح النار على المسؤولين وا لمنتخبين المحليين وكذا النواب، واتهمهم بنسيان منطقتهم والعمل لخدمة مصالحهم ومصالح أقاربهم وتجاهل سكان تمنراست، حيث نجح بفضل مقاطع شعرية في وصف معاناة السكان من الفقر وغياب فرص العمل والبيروقراطية السائدة، كما ركز أكثر على النواب البرلمانيين الممثلين لولاية تمنراست واتهمهم بالخيانة بعدما وضع السكان فيهم ثقة كبيرة، ولم تنجو حتى الأحزاب السياسية من الانتقادات الشديدة التي وصفها بأحزاب المصالح، وقد خلق الثنائي القادم من منطقة ''أباليسا'' انسجاما مميزا بين نغمات آلة ''ثزمارت'' والمقاطع الشعرية السياسية والاجتماعية، وأظهر الجمهور الغفير الذي توافد كعادته وبأعداد هائلة إلى مخيم ''أقنار'' احترامه الكبير للشعر الترقي الأصيل وذلك في جو ساده الصمت والتركيز على الاستماع للرسائل الموجهة لهم من طرف شيخهم وشاعرهم المميز ''عجيلا''، وبعد انتهائه من الانتقادات السياسية الشديدة اللهجة للنواب، أثنى على الراحل هواري بومدين بقصيدة شعرية تمجده تكريما وعرفانا له على اهتمامه الكبير بمنطقة الصحراء الجزائرية، كما خلد أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل الجزائر· كما أكد الفنان في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' أنه سيظل ينتقد كل من يحاول الإساءة لتمنراست والمواطن الترقي، كما برر انتقاده الشديد للنواب والأحزاب السياسية بكون ''هؤلاء يستغلون خيرات وثروات تمنراست لمصالحهم الشخصية ويتجاهلون معاناة السكان وأنهم لم يقوموا بأدنى جهد لمساعدة المنطقة من الخروج عن عزلتها''· ووقع الجزء الثاني من السهرة فرقة ''أهليل بنات المغرة'' القادمة من تيميمون، وقدمت أغاني ترقية بطابع التندي رافقتها رقصات تراثية أصيلة مستمدة من الموروث الترقي الأصيل، باستعمال آلات موسيقية تقليدية، ترافقها التصفيقات الفنية الزغاريد المعروفة بالمنطقة، وتمحورت مضامينها على الواقع المعيش لسكان تيميمون والخطر الذي يهدد التراث غير المادي والأغنية الترقية التي تعرف تقدما وتطورا من خلال تفتحها، كما أدت نساء الفرقة أغاني الحب والوفاء، وكذا أغاني حول واقع المرأة بمنطقة تيميمون· أما فرقة ''تيندي لتاقاليفت'' القادمة من منطقة ''أمسال'' نشطت فقد حفلا غنائيا تقليديا وصفت من خلاله كيفية الحفاظ على التراث والتقاليد الترقية، وجسدت فوق الركح بأغاني وموسيقى التندي وضعية الطفل الصحراوي الذي يكبر في وسط تغيب فيه الإمكانيات بشتى أنواعها، وتلتها فرقة ''تيندي إيماودهان'' من منطقة ''تازروق'' واختتمت السهرة في يومها الخامس تحت وقع موسيقى تراثية بطابع التندي مزجتها مع رقصات تشتهر بها منطقة ''تازروق''ب· مبعوث ''الجزائرنيوز'' إلى تمنراست: مجيد خطار