استدعى تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا تشكيل مجموعة الدعم العربي لتقنين وتبرير التدخل، وكانت المملكة المغربية من أبرز أعضائها حيث نظمت في مقر الحلف الأطلسي في تلك الفترة اجتماعات دورية لهذه المجموعة من أجل متابعة التدخل العسكري للناتو ضد ليبيا، وفجأة ظهرت إشاعات كثيرة وسط الإعلاميين في الناتو، بأن الجزائر تدعم عسكريا نظام معمر القذافي، وتفاجأ الجميع عند طرح السؤال حول دور الجزائر في دعم القذافي، على قيادة الحلف التي أجابت بأن المعلومة خاطئة وأن أجهزة رصد الناتو لم تلتقط أي تحرك أو دعم عسكري يساند هذه الأطروحة. إن اجتماعات سفراء بلدان دعم الناتو للتدخل في ليبيا، كانت هي مصدر المعلومة المغلوطة في حقيقة الأمر، والتي روّجها سفير المملكة المغربية شخصيا في كل الاجتماعات إلى درجة الملل، حسب المصادر التي أكدت لنا المعلومة، ولم يكن هدف النظام المغربي إلا الاستفادة من التدخل العسكري للحلف حتى يتم ضرب الجزائر في خضم المعركة ضد نظام القذافي، ولكن المناورة فشلت فشلا ذريعا لأن آلة الحلف الأطلسي تعمل بكثير من الجدية، وساهم في تقويض هذا التوجه أيضا حضور الجزائر في الحوار المتوسطي الذي تحضره بانتظام مع مختلف الدول المتوسطية الأعضاء. سفير صاحب الجلالة في بروكسل والمنتدب لدى الحلف الأطلسي، لا تهمه من العلاقات مع الأطلسي إلا التحريض ضد الجزائر إلى درجة محاولة الدفع بالحلف لضرب دولة جارة وشقيقة، وهذا التوجه أقل ما يقال عنه بأنه عداء حقيقي وشر لا ولن ينسى، وما قامت به السلطات المغربية في فترة الحرب ضد ليبيا ما هو إلا امتداد للحملة السابقة التي كانت تخوضها المملكة المغربية في إطار الحوار المتوسطي مع الناتو بدعم من الوفد الاسرائيلي، وذلك قبل أن توافق الجزائر على المشاركة في منتدى الحوار المتوسطي الذي مكّنها أيضا من الدفاع عن نفسها، واستطاعت أن تعيد التوازن بداخله، إلى أن أصبحت العلاقات الثنائية تتطور باستمرار وبلغت درجة وصفتها مصادر من الحلف، بأن الوفد الجزائري في الحلف هو من أنشط الوفود داخل الحوار المتوسطي. الضغط المغربي لتأليب دول الحلف الأطلسي ضد الجزائر خلال فترة الحرب على ليبيا فشلت فشلا ذريعا لأن الدول الأعضاء تعمل بطرق علمية، بعد أن تأكدت المصالح العسكرية والمخابراتية للحلف وللدول الأعضاء أيضا وعددهم 28 دولة، بأن الجزائر لم تقم بما كان المغرب يروّج له، وأقدمت الجزائر على شرح موقفها بأنها ستقوم فقط بحراسة وتأمين حدودها لا أكثر ولا أقل، الشيء الذي رحب به أعضاء الحلف الأطلسي دون أي عراقيل تذكر. وأصبحت الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي وبعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا تطلب من الجزائر كما تفعل الولاياتالمتحدةالأمريكية المساعدة على تأمين المنطقة ولعب دور إقليمي في حفظ الأمن، فهل هذا ما يزعج صاحب الجلالة؟