الحلف الأطلسي سيعود إلى الطرح الجزائري في حل الأزمة الليبية طاولة الحوار هو السبيل الوحيد لأطراف النزاع للخروج من المأساة الليبية نحذر من الانحياز لطرف دون الآخر في ليبيا ونرحب بالموقف الجزائري الشجاع *لا بد من حل الأزمة الصحراوية وفق الشرعية الأممية. *أعجبتني محاضرة رئيس الحكومة السابق رضا مالك *مسألة رحيل القذافي تخص الشعب الليبي وليس الناتو روسيا لا تؤمن بالاتهامات الموجهة ضد الجزائر فيما يخص المرتزقة. علاقاتنا الثنائية تعززت بفضل جهود الرئيسين مدفيديف وبوتفليقة. حذر بشدة المستشار السفير الروسي بالجزائر لونيد باكين في لقاء حصري مع "السياسي" من مغبة الانحياز الذي تمارسه دول الحلف الأطلسي خصوصا الدول الغربية لصالح طرف دون الآخر وهي إشارة واضحة لدعم الناتو لمجلس الانتقالي الليبي على حساب الحكومة الليبية في طرابلس. كما حي الدبلوماسي الروسي موقف الجزائر من الأحداث الجارية والصراع القائم في ليبيا واعتبره موقف شجاع وينم عن بعد النظر للدولة الجزائرية لهذه المأساة ، كما جدد موقف الكرملين الداعي لوقف العمليات العسكرية ضد طرابلس التي يقوم بها الحلف الاطلسي. المسؤول الروسي أوضح أن مسألة تنحي القذافي من الحكم تعود للشعب الليبي وحده بلا أي تدخل أجنبي لا فرنسي ولا أمريكي ولا روسي. كما كذب ونفي نفس المسؤول الدبلوماسي الاتهامات الموجهة للجزائر من طرف المجلس الانتقالي الليبي بخصوص مسألة ارسال المرتزقة لدعم القذافي ونظامه القاتم من طرف الجزائر، دون أن ينسى بإبداء ترحيب الدولة الروسية بإصلاحات السياسية التي تعكف الجزائر بإجرائها وتعميمها في كل مناحي الحياة، بالإضافة إلى تطرقه لمسائل ونقاط هامة تشغل بال المجتمع الدولي وخارطة العلاقات الثنائية الروسية الجزائرية، فإليكموها... السياسي: سعادة المستشار لاحظنا تواجد الفيدرالية الروسية في شخصكم خلال فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو خاصة في يومها الختامي والذي حضرها الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز كما هو معلوم ، لذا ما هي انطباعاتكم وملاحظاتكم حول هذا الحدث؟ لونيد باكين: في الحقيقة كنت جد مسرور لتواجدي ولحضوري في نشاطات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البولزاريو بولاية بومرداس والتي سمحت لنا بالاطلاع أكثر على معاناة الشعب الصحراوي والتطرق مع مسؤولي جبهة البوليزاريو إلى مشاكل التي تعترض الصحراويين في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى أنها هذه المناسبة لسماع الشعب الصحراوي حول جبهة نظره إلى مستقبل المفاوضات التي تجري بين ممثليه في جبهة البوليزاريو حكومة المملكة المغربية، هذه الباحثات الدبلوماسية يعلق ليها الشعب الصحراوي آماله وتفاؤله من أجل حل أزمته التي طالت وقاربت أربعة عقود وهو حق مشروع إنسانيا وأخلاقيا وسياسيا. تابعتم تداخلات المحاضرات التي ألقتها شخصيات سياسة ودبلوماسية جزائرية وأجنبية بارزة، ما هي المداخلة الأولى التي استوقفتكم ونالت إعجابكم في جامعة الجمهورية العربية الصحراوية؟ في الواقع جميع الشخصيات السياسة التي تدخلت كانت كلمتهم قيمة وتحمل إضافات نوعية لكن ما أثار إعجابي وشد انتباهي هي محاضرة رئيس الحكومة الجزائرية السبق رضا مالك، والتي سمحت لي شخصيا بأخذ أفكار جديدة لفهم مشاكل الشعب الصحراوي لذلك فإن تدخل الرئيس رضا مالك في هذه الندوة كانت مهمة لشرح أبعاد وآفاق الأزمة الصحراوية ككل لذا أقول من الضروري والإفادة الكبيرة تشجيع ندوات فكرية وسياسية كهذه في المستقبل. إذن، أنتم تشجعون لمثل هذه النشاطات التعبوية للشعب الصحراوي خاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه النضالي؟ بكل تأكيد،هذه النشاطات تدخل في إطار التكوين السياسي لإطارات جبهة البوليزاريو، كما تسمح برفع حجم الوعي والمسؤولية لدى أفراد الشعب الصحراوي كما تسمح هذه الملتقيات للمهتمين بالقضية الصحراوية بقراءة آخر تطورات هذا الملف، وبناء منهجية علمية وعملية يتم تبنيها من قبل الصحراويين وخاصة الشباب منهم تساعدهم في نضالاتهم فهذه الندوات بالغة الأهمية أيضا تعريف والتذكير المجتمع الدولي واستذكار ضميره لمشاكل القضية الصحراوية خاصة في ظل التحولات التي يعرفها العالم العربي وما يسمى الربيع العربي التي استقطبت أنظار الرأي العام العالمي ومؤسسات الشرعية الدولية . كيف ترى روسيا لحل هذه المعطلة التي يعاني منها الشعب الصحراوي في ظل تعتن النظام المغربي القابض على أنفاس الصحراويين؟ الحكومة الروسية تشجع طرفي النزاع على الجلوس على طاولة المفاوضات لبحث آليات حلحلة الأزمة وإيجاد الحلول اللازمة وفق قرارات الأممالمتحدة ولوائح مجلس الأمن الدولي، فنحن في روسيا نؤيد حق تقرير مصير الشعب الصحراوي عبر استفتاء حر وعادل ونزيه يعبر من خلاله الصحراوين عن رغبتهم بكل حرية إما الاستقلال أو انطواء والبقاء تحت السيادة المغربية،لذلك لا بد لهذه الأزمة أن تحل تحت الشرعية الدولية بعيدا عن أي ضغوط أو مماطلة. سيدي المستشار، اسمح لي أن نعرج إلى الصراع القائم حاليا في ليبيا والذي يعرف ملفها تطورات في لغة الحلف الأطلسي بعد أن كان متحمس لتدخل العسكري واستعمال القوة أصبح يتكلم الآن حول الحل السياسي للأزمة. لطالما قلنا ودعونا إلى أن الأزمة الليبية لا بد أن يمر حلها عبر الحلول السلمي وبطرق الدبلوماسية والمفاوضات السياسية وروسيا رفضت التدخل العسكري للحلف الأطلسي ضد ليبيا، فلذلك نحن نرى في روسيا أن العمليات العسكرية في ليبيا أمرا غير مقبول لأنه تحت شعار حماية المدنيين نحن نشاهد ونسجل سقوط ضحايا مدنيين،وهذا هو التناقض بعينه وأكدنا على ضرورة تشجيع الفرقاء الليبيين على التقاء واعتماد الحلول السلمية لإنهاء الصراع وتمكين الشعب الليبي من تحديد مستقبله بدون تدخلات خارجية من أي جبهة كانت. لكن ألا ترون أن تصريحات طرابلس بأن مسألة رحيل القذافي خد أحمر غير قابل للنقاش سيفوض جهود الكرملين لإيجاد حل ولعب دور الوسيط في فك طلاسم هذا الصراع الدموي في ليبيا. لا، لن يؤثر على الجهود الروسية لأن الحكومة في الكرملين كانت تنطلق من فكرة مفادها أن قضية مستقبل العقيد الليبي معمر القذافي ترجع إلى الأطراف الليبية والشعب الليبي وحده فقط من يقرر في مصير الزعيم الليبي وليس جبهات أجنبية، ولا الحلف الاطلسي ولا فرنسا ولا أمريكا ولا روسيا، لذلك نحن نرى أن الحوار الوطني بين جميع الليبيين ومع كافة الأطراف والأطياف الشعبية والسياسية الموجودة في ليبيا ولا بد لهذا الحوار أن يكون شاملا وبدون إقصاء لأي جبهة كانت. في ظل ضيق الأفق وتمسك المجلس الانتقالي الليبي وجميع المعارضين بالخارج بضرورة تنحية الزعيم الليبي من على رأس الدولة الليبية باتت مهمة الحكومة الروسية تزداد صعوبة وتعقيدا في إيجاد الحلول السياسية اللازمة ؟ لو عدنا إلى بيانات الرسمية للخارجية الروسية بعد محادثاتها مع المسؤولين الليبيين فإننا سنجد هناك إصرار مستعجل من قبل السلطات الروسية للاتصال مباشرة مع الممثل الشخصي ومبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد الخطيب وتشجيع دوره كوسيط،كما دعت وزارة خارجيتنا إلى تفعيل دور الاتحاد الافريقي ودعم جهود الوساطة التي تقوم بها هذا الخير بعد أن تبين للدول الناتو فشل الحل العسكري والتدخل عبر الترسانة العسكرية في اسقاط النظام الليبي في طرابلس وانهاء الأزمة سريعا . ما يلاحظ على الموقف الروسي هو قربه الكبير للمواقف الجزائرية الداعية لعدم التدخل الخارجي العسكري على ليبيا مع اعتماد على الحلول السياسية للأزمة؟ نعم هناك تطابق بالفعل بين مواقف البلدين وحتى التوافق لكيفية إيجاد الحلول اللازمة للأزمة الليبية بما يضمن مصالح الشعب الليبي ، فالجزائر لها مساعي حثيثة ودؤوبة داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي وجامعة الدولة العربية وهذه السياسة الجزائرية داخل هاته الهيئات الدولية هي التي تدعو اليها الحكومة الروسية لايجاد مخرج لصراع القائم حاليا في ليبيا. لقد بينت الايام وبرهنت المعطيات الميدانية والمؤشرات الحاصلة في الملف الليبي صحة رؤية ونظرة كل من الجزائروروسيا للاحداث والسبل الكفيلة للخروج من هذا المأزق الانساني الماساوي، فالجزائريون يردون حلال سياسيا وبالوسائل الدبلوماسية بعيدا عن لغة الرصاص والقوة العسكرية وهذا شيء بديهي، إذن روسياوالجزائر تدعمان مبادرة الاتحاد الافريقي لحل الأزمة الليبية بمختصر المفيد. ما فتئ المجلس الانتقالي الليبي يكيل للجزائر اتهامات خطيرة مضمونها دعم النظام الزعيم القذافي بالمرتزقة،كيف ترى روسيا وهي العضو الدائم في مجلس الامن وصاحبة حق النقض الفيتو لهذه النقطة؟ لا أظن ذلك وأشك في هذه الاتهامات الموجهة إلى الجزائر وحتى الحكومة الجزائرية على لسان وزير خارجيتها نفت رسميا لهذه الاقاويل، وانا شخصيا لا أصدق بأن الجزائر تقوم بدعم طرابلس بعناصر مرتزقة أو تمول نظام الزعيم معمر القذافي بالاسلحة والمعدات الحربية، ولقد صدر كما قلت تكذيب من طرف مختلف الجبهات الحكومية الجزائرية ومن عدة مسؤولين جزائريين بخصوص هذه المسألة . هذا من جانب الجزائري أما من جهتنا فوزير خارجية روسيا هو الآخر كذب قيام الجزائر بإرسال مرتزقة لمساعدة القذافي ضد حربه مع المتمردين. كان يامل المراقبون أن تتوقف الحرب في ليبيا على الأقل خلال أيام شهر رمضان لكن تصريحات الامين العام لحلف الناتو أكدت أن أيام شهر رمضان في ليبيا سيكون دمويا،وفي الوقت كان على الدول الغربية مراعاة هذا الشهر الفضيل؟ نحن نؤمن في روسيا أن التوصل إلى حل سياسي وسلمي للأزمة في ليبيا لا يزال ممكن شريطة أن يكون تحت الرعاية المباشرة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ونحذر بهذه المناسبة من مغبة الانحياز إلى طرف دون الآخر من قبل بعض الجبهات الدولية التي تحاول فرض منطق القوة عوض قوة المنطق التي تدعو إلى لم شمل الليبيين حول طاولة الحوار والمفاوضات السلمية. كيف تقيم روسيا الفيدرالية لمسار الاصلاحات السياسية التي شرعت فيها الجزائر في الاونة الاخيرة؟ هي خطوات نحو الأمام ونرجب بها لأنها سوف تسمح بخلق جو ومناخ سياسي جديد تشارك فيه جميع الاطياف السياسية وممثلي المجتمع المجني الجزائري من اجل بلورة تصور مشترك لمستقبل الجزائر وبين الجزائريين انفسهم. فإذن الاصلاحات السياسية الجزائرية هي نظرة إيجابية وحكيمة من قبل الدولة الجزائرية والطبقة السياسية الجزائرية من أجل تفعيل المسار الديمقراطي بما يسمح للشعب الجزائري من تحقيق الاستقرار والامن والرفاهية. وذلك نظرا للموقع الجيوسياسي والمقومات الاقتصادية التي تحوز عليها الجزائر فإنه لا بد لهذه الاصلاحات أن تكلل بالنجاح، ونحن في روسيا نتمنى للجزائر كل الخير والتقدم والازدهار وستقف دوما مع الجزائر والشعب الجزائري وسنكون اوفياء لروابطنا التاريخية ومتانة علاقاتنا السياسية والاقتصادية التي تعززت بالجهود الجبارة للرئيسين الروسي ديميتري ميدفيديف والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة،ونحن متفائلون لمستقبل العلاقات الثنائية بين بلدينا بما يخدم مصلحة الشعبين والدولتين. سعادة المستشار يطيب لنا أن نطلب منكم كلمة ختامية لها اللقاء؟ لا يفوتني أن أشكركم على هذه الفتة الطيبة من طرف جريدتكم التي أتمنى لها كل النجاح كنجاحها في الانتشار الواضح في فعاليات الجامعة الصيفية لجبهة البوليزاريو الذي لا يمر أي واحد منهم إلا وفي يده صحيفتكم "السياسي"وهو ما يدل على نزاهة وجدية الخط الافتتاحي لديكم كما أشكركم على اهتمامكم بالعلاقات الروسية الجزائرية وشكرا .