الاعتداء وقع بواسطة سيارة مفخخة قرب مدينة العريش عادت موجة العنف والتفجيرات الانتحارية لتضرب مصر من جديد، فمن محاولة اغتيال وزير الداخلية بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة في العاصمة المصرية القاهرة، إلى استهداف الجنود في كل مدينة مصرية خاصة شبه جزيرة سيناء، آخرها مقتل 12 جنديا صبيحة الأمس وإصابة العشرات في عملية انتحارية. استيقظت مصر أمس على وقع اعتداء بسيارة مفخخة استهدفت قافلة للجيش المصري في شبه جزيرة سيناء مما أدى إلى سقوط أكثر من عشر جنود، وإصابة العشرات، كما أكد التلفزيون الرسمي المصري، حيث ذكر أنه سجلت اغتيال عشرة جنود فيما أصيب 25 آخرون، وذلك قرب مدينة العريش احدى أكبر مدن محافظة سيناء.. وعلى إثر هذه العملية قال العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى، إن القوات المسلحة ستواصل ”حربها ضد الإرهاب الأسود والقضاء الكامل على دعاة الظلام والفتنة والتكفير” وأنها مصرة ”على تطهير مصر وتأمين شعبها من العنف والإرهاب الغادر”. وفي حدث آخر شهدت القاهرة صبيحة الأمس أيضا انفجارا استهدف كمين للشرطة بنفق في القاهرة، حيث ألقي مجهولون قنبلة يدوية عليهم مما أسفر عن وقوع 4 إصابات في صفوف الكمين. استهداف الجنود المصريين وكذلك عناصر الأمن ليس وليد اليوم، بل عرفت مصر حوادث مؤسفة شبيهة منذ عزل الرئيس محمد مرسي في مطلع جويلية الماضي، مما جعل خبراء يربطون توقيت عمليات العنف بتاريخ عزل مرسي، حيث بدأت العمليات بمحاولة اغتيال وزير الداخلية ونجى منها فيما راح العديد من الحرس والمواطنين ضحيتها، وتلتها عدة عمليات شهدتها خاصة منطقة سيناء التي تتخذ منها جماعات تنظيم القاعدة مقرا لها، حيث تم قتل العشرات من الجنود في حوادث متفرقة، وتفجير عربيات ومدرعات الجيش، وكذا كمائن سيارت مفخخة استهدفت كمائن للجيش، ومقرات أمن وأقسام شرطة، وكذا عمليات في القاهرة كان آخرها اغتيال ضابط، كان مسؤولا عن التحقيق في ملف الاخوان، كما كان الشاهد الرئيسي في عملية هروب الرئيس المعزول مرسي من السجن وقضية التخابر مع حركة حماس الفلسطينية قبل توليه الرئاسة. وفيما تشن القوات المصرية حملة تمشيط واسعة بحثا عن المخططين لهذه العملية، أعلنت جماعة ”أنصار بيت المقدس” المنتمية لتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن اغتيال ضابط برتبة مقدم في جهاز الأمن الوطني المصري الذي اغتيل قبل يومين، وذكرت الجماعة في بيان نشر على الإنترنت إن العملية كانت ردا على اعتقال النساء واقتيادهن للتحقيق في أقسام الشرطة، وهو التنظيم نفسه الذي تبنى محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري في شهر سبتمبر الماضي، التي نجا منها الوزير. على صعيد الشارع المصري، وان كثرت عمليات العنف وتعددت مستوياتها واستهدافها، غير أنه لا يهون من الأحداث ويراها عابرة ومنطقية بالنظر للحدث الأكبر الذي تقوده القوات المسلحة في محاربة الارهاب، غير أن خوفه الوحيد هو تأثير هذه العمليات على الشكل السياحي للبلد والذي يفتح بيوت الكثيرين ويعتبر المصدر الرئيسي لرزق الملايين من المصريين وحتى الدولة المصرية.