الحديث عن التعليم وما يواجهه من مشاكل في مجتمعاتنا العربية لا ينكره أحد خاصة أهل التربية والتعليم رغم تباين حجمهما من بلد عربي إلي أخر ويجري ربط هذه المشاكل بالأزمة الاقتصادية العالمية التي برزت معالمها منذ 2008 وعليه يستحب تسميتها أزمة التربية الكونية. تحقيق التقدم في التعليم يعني بالضرورة التقدم في كل مجالات الحياة مما يمنح للدولة مكانتها بين دول العالم ذلك لأن التعليم يعتبر أحد مرتكزات الأمن القومي لأي دولة وهو مقياس لمستواها ومكانتها بين دول العالم، ورغم أن تقارير البنك الدولي واليونسكو تشير أن مبالغ نفقات التعليم لتطويره وتنميته جد عالية في الدول العربية عن تلك التي تنفقها الولاياتالمتحدةوكندا أو دول أوروبا واليابان غير أن الغرب يحسن وينمي ثم ينهض ليتصدى الأزمات بينما العرب يتراجعون ويتفاجئون بتدني المستويات التعليمية ، فإن ما تنفقه الولاياتالمتحدةالأمريكية على التعليم يصل إلى 5.5% من الناتج القومي الأمريكي في الوقت الذي تصل فيه نسبة الإنفاق على التعليم في الدول العربية إلى 5.8% من الناتج القومي ودولة مثل المغرب تنفق ربع ميزانيتها على التعليم كما تنفق الجزائر 30% من ميزانيتها على التعليم بينما تنفق مصر على كل 1000 طالب أكثر مما تنفقه الولاياتالمتحدة نفسها على نفس العدد أما السعودية والكويت وباقي دول الخليج فتعد من أكبر دول العالم إنفاقاً على التعليم ومع ذلك فهناك تراجع واضح ومستمر في مستويات التعليم مهما كانت طبيعة ونوعية نظام التعليم في العالم العربي وهذا بسبب ما يفرزه وما يؤدي إليه هذا النظام من نسبة بطالة عالية بين الخريجين من المغرب إلى الخليج. ما هي التغيرات التي تحدث المرتبطة بالأزمة؟ الحقيقة أن التغيرات الاجتماعية العميقة التي حدثت وما زالت مستمرة في المجتمعات الديمقراطية العالمية بسبب تدهور أنظمة اقتصاديات هذه الدول نفسها أثرت بشكل كبير علي المجتمعات العربية إضافة إلي مجموعة من تراكمات سابقة أفرزتها تطورات علمية انعكست علي أنظمتها التعليمية ما جعل العلوم الإنسانية والفنون في تراجع مستمر سواء في التعليم الابتدائي والثانوي في الجامعة خاصة عندنا في بلاد المغرب العربي ما أضعف العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي وهو ما أدي إلي انخفاض مستوي التعليم وبشكل كبير في منطقتنا العربية. الأزمة في التعليم.. إن تخلي منظومة التعليم بعض الشيء في التكوين علي ما يمكن أن نسميه التعليم للمتعة والتركيز علي التعليم من زاوية مهارات العمل فقط كمبدأ أساسي تسعى إليه البلدان وفق اتجاه واقع هو بقاء ديمقراطيات بوجه جديد مفضلة الربح على المدى القصير من خلال زراعة مهارات مفيدة وتطبيقها للغاية تتناسب مع هذا الغرض الإنساني الذي يفرضه نظام سوق العمل والمنافسة ونحن نسير في نفس خطي هذه البلدان ومنهاجها ما يجعلنا نعيش نحن أيضا معاناتها بتفاصيلها في كل الدول العربية وهو اتجاه قد يفرز في مستقبل قريب إنتاج أجيال من آلات مؤهلة ومفيدة فنيا، ولكن مجردة من الروح نظرا لانخفاض فيهم الجوانب الإنسانية من العلوم والعلوم الاجتماعية،و ما جعل وسيجعل وباستمرار هذه الأجيال سهلة الانقياد، بدلا من انتاج مواطنين، قادرين على التفكير، مرتبطين بالأرض لفهم معنى معاناتهم والقدرة عل مواجتها وتحديها بأنفسهم مما يمكنهم من التخلص وبسرعة كبيرة من نقائصهم بغية تحقيق إنجازاتهم في ظل وسط منافسة عالمية وفي مختلف الميادين والتخصصات، نعيش اليوم ونعاني من أزمة تراجع مستويات التعليم بسبب تراجع مستويات الفكر بمعني أننا كمجتمع فقدنا الرغبة في الاقبال علي التعليم من أجل المعرفة بسبب واقع اجتماعي فيه من المتغيرات الداخلية ما فرضته مؤثرات خارجية وأهمها مادية صعب التحكم فيها ما جعل هذه العلاقة حتمية في محيطنا الاجتماعي نحاول في كل مرة ان نجد لها تسمية جديدة نبحث من خلالها عن خاصيتها في المحيط الدولي لحماية مجتمعنا من أجل توفير الراحة لنا مما نعتقده تلبية لاحتياجاتنا ونذكر في هذا الصدد ”بالغطاء المادي ”.Rabindranath Tagore ما جاء به الكاتب والفيلسوف الهندي ”رابندرانات طاغور”. ان تجاهل الفكر والخيال في علاقتهما بالتعليم هو ما يفرغه من الانسانية ويؤدي به إلي فقدان الاجتماعية، ما يؤدي إلي تجريد الفكر من العاطفة ويجعل من التعليم محكوم عليه بالفشل لأنه يجب أن يبني علي وجه التحديد على الاحترام والاهتمام بالآخرين وبمشاعر ما ينطوي عليها النظر إلي الآخرين كبشر وليس مجرد كائنات. اليوم أكثر من أي وقت مضى نحن في وضع تعليمي يجبرنا الاستثمار في الانسان وفي ما يمكن تنميته من قدرات تأهله لتحسين مهاراته مما يسمح له من اقتراح حلول لمعالجة مشاكله وهذا يعني أنه من الضروري أن نعول علي انسانيته مهما كانت طبيعة هذه الصعوبات سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو دينية أو سياسية – لأنها تبقي عالقة النطاق علي شخصه ولا يمكن له الهروب منها ومن هذا الترابط بالسياق العالمي. لذلك علي المدارس والجامعات في مختلف أنحاء الدول العربية ان تركز في مهامها العاجلة علي تنمية قدرة الطلاب في النظر إلى أنفسهم كأعضاء في أمة غير متجانسة وتفهم تاريخ وطابع مختلف المجموعات المحيطين بهم للتعايش في عالم حديث وأكثر تجانسا. ان انسانية التعليم ضمان لوجود المعرفة التي تحقق المواطنة التي تربط الشخص بأرضه : مواطنة الأرض، واكتسابها يبعد الجهل الذي من المؤكد هو المتسبب في فشل أي مجتمع. غير أن هذا بالتأكيد يتطلب الكثير من المجهودات التي تمكن الطلاب اكتساب هذه المعرفة التي تجعله من أن يكون مواطنا ومسئولا وقادرا على تقييم الأدلة التاريخية، للتعامل مع المبادئ الاقتصادية وممارسة التفكير الناقد لمقارنة مفاهيم مختلفة من العدالة الاجتماعية،و أن يتكلم على الأقل لغة أجنبية، لقياس الوقائع المعقدة دون الحكم عليها، وهذا أفضل بكثير من الجهل. بمعني أن يكون الانسان قادرا على بناء فكرة على مجموعة واسعة من الثقافات والجماعات والأمم وتاريخ تفاعلاتها وهو ما يمكن لما يدعي بالديمقراطيات التعامل بمسؤولية مع المشاكل التي تواجهها حاليا مجتمعاتنا العربية. لأن في القدرة على تخيل تجارب واحتياجات الآخرين القدرة علي التقارب من جميع البشر ومما لديهم أكثر أو أقل لأنه ينبغي علينا من وضع حد كبير للغرور إذا أردنا أن نحافظ على المؤسسات رغم بروز تعدد الانقسامات التي توجد في المجتمع الحديث. الحاجة إلي تعليم متشارك ونشط التفكير السقراطي يقترح الممارسة الاجتماعية بطريقة مثالية، وفي هذا الاتجاه توجه العملية نحو مجموعة متنوعة من المؤسسات الاجتماعية والسياسية باتجاه الانضباط الذي يمكن أن يدرس في المدرسة أو في المناهج الجامعية. انها مهمة المعلمين وهي صعبة جدا لأنها تقوم على مناقشات مكثفة مع الطلاب ولكنها غالبا ما تعطي نتائج لقياس استثمار الانسان. وهو أسلوب مازال شائعا نسبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، قائما علي نموذج الآداب (تعليم الثقافة العامة)، فمن النادر في أوروبا وأسيا أن يذهب الطلاب إلى الجامعة للتخصص دون أن يكون ملزم لمتابعة مسار الثقافة العامة حيث يكون في وضع عادي للتدريس من خلال المحاضرات دون ملاحظات بل قائم علي المشاركة الفعالة من الطلاب. وهو أسلوب يراد به التعاطي في التدريس مع المدارس ونقل الاحساس للطالب ان المؤسسة جزء منه وليست غريبة عنه، وهو في متناول مجتمع يحترم روح أبنائه ومتطلبات الديمقراطية. الأمر الذي يختلف تماما في مجتمعاتنا لأنه يكاد يكون مفتقدا. لقد برز منذ القرن الثامن عشر نموذج من التعليم يعتمد على التعلم عن طريق إجراء تجارب باستخدام مشاركة الطفل الناشط بالتركيز علي ”الابتكار” من خلال تثمين أعمال جان جاك روسو، ويوهان فريدريش ما أدي تأثيره وبشكل حاسم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، باعتماده من قبل برونسون ألكوت وهوراس مان. أما القرن التاسع عشر والقرن العشرين فلا يمكن لأحد إنكار ممارسة ما جاء من مناهج لانقاد التعليم مما يعانيه من أزمات بسبب التطورات العلمية المذهلة والتي لا تواكب بالضرورة صيرورة تطور المجتمعات خاصة ما تعلق ببيئتنا العربية سعيا من هذه الأخيرة لمواجهة ما تستطيع بما هو متاح لها علما أننا في دول المغرب حاجتنا أكبر وأكثر إلي ترسانة علمية بشرية عن الماديات تمكننا من تحدي هذه النقائص في المجال التعليمي بغية تجاوز العوائق التي قد تؤدي إلي أزمات مستقبلية يصعب التحكم بنتائجها في مجتمعاتنا العربية مما قد يترتب عنه انسداد ينتهي بانفجار في الوسط الاجتماعي. وعليه فإن ما صب اهتمامنا نحو أعمال جون ديوي في اعتماد الأساليب الأكثر ازدهارا في التدريس هو الهدف الرئيسي منها في التعليم من إنتاج جيل قاعدته الأساسية الاحترام المتبادل بين كل المواطنين مهما كانت اختلافاتهم وأهم التجارب في هذا المجال تلك التي تركت بصمة عميقة في التعليم الابتدائي في الولاياتالمتحدة. تجاوز الأزمة بتنمية القدرة على وضع النفس في مكان الآخرين نجد في مجتمعاتنا العربية أنفسنا في أوقات كثيرة بشكل أو بأخر تحت تأثيرات كبيرة من صنع خارجي ولكن بفعل عوامل داخلية مشجعة علي بروز أوضاع ما يجعلنا كباحثين ندعو إلي الاهتمام في التدريس بتنمية قدرتنا البشرية على تنمية الرؤية الإنسانية بما يجعل علاقاتنا مع الأخرين في أحسن الأحوال وذلك من خلال تطوير الأساليب والمناهج التي تمكننا من ذلك ومن امكانية احتواء في أسوأ الأحوال سطحية بعض الأمور ما تكون سبب تحيزات مهينة ملوثة خاصة في عالمنا العربي وهو ما يقيم في هذه المجتمعات حواجز بين المجموعات وما يحجب الخيال والتعليم من الوجود. لذا العمل في التعليم يجب أن يكون بالتركيز علي التعلم في أن يكون للشخص القدرة على وضع النفس في مكان الآخر وهذا لن يكون إلا ببلوغ مرحلة ذكاء عالية في فهم العواطف والرغبات .تلك الرغبات التي يمكن أن تواجهه ويتمكن من زراعة فيها التعاطف بفضل اعتماده في التعليم علي تصميم حديث في التعلم. إذا علي البلدان العربية تجنيد الأسر، والمدارس، وحتى الجامعات كي تلعب دورا هاما في هذا المجال من أجل تغيير طريقتها في التعاطي مع اسلوب التحضير والتخطيط للبرامج المعول عليها أساسا في بروز أهمية مكانة العلوم الإنسانية والفنون، وتحسين القدرة على رؤية العالم من خلال نظرة الآخرين وهو ما يسمح لنا بمزيد من الوعي بوجود الأخر ويصبح مصدرا للفضول وللمتعة . هذا الفضول الذي يساعدنا كثيرا علي تطوير المواقف الصحيحة وهو أمر ظهر في القرن العشرين من خلال بلوغ الفنون مكانة معتبرة بفضل ما احتلته من مساحة في التعليم الابتدائي جعلها تنتقل من وضع إلي أخر جد مختلف. لقد أدرك المربون أن الحديث عن مستقبل التعليم في دول المغرب العربي مرتبط بالحاجة إلى التعليم الذي يعزز التنمية الوطنية والنمو الاقتصادي ويخدم المصلحة الوطنية وما تتطلبه من ثقافة مزدهرة واقتصاد قوي.وهو أمر لا يتم بمعزل عن المساهمة التي يرتبط بها توليد متعة انتاج الحوار الايجابي غير المتسم بالخوف وعدم الثقة. لأن ذلك يرتبط بدوره بتطوير التعليم لثقافة الخيال ارتباطا وثيقا في القدرة علي تنميتهما لانتقاد التقاليد. ونحن ندرك أن التربية الحديثة في أهمية تطوير الخيال لذا فهي تعتمد علي المساهمة الرئيسية للفنون في حياة ما بعد المدرسة وبما يعزز الموارد العاطفية والخيال للشخصية والقدرة على فهم النفس وفهم الآخرين. ويعتبر هذا علاج للموقف الفكري من خلال محاولة فهم مفهوم الحياة والتجارب التي تكمن وراء ذلك. وأهمها تنمية النفس علي قدرات ما تتطلبه مصلحة المواطنة وما سمي ”بالتعليم من أجل النمو الاقتصادي” وهو في الحقيقة مفهوم فقير ولكن يعبر عن ما هو ضروري لتحقيق أهداف التعليم يعتمد علي اقتصاد قوي .كما أنه وسيلة لتحقيق غايات الإنسان وليس هدفا في حد ذاته. وهو مشروع نرجو ان يدخل حيز التنفيذ في المؤسسات التعليمية والجامعات بالاعتماد علي قيمة المعرفة والتدريب التقني وفرضها في التخصصات داخل العلوم الإنسانية الأمر الذي يجب أن نهتم له بشكل جدي لأن ارتباط التعليم بالنمو الاقتصادي أصبح أمر ضروري ويتطلب المهارات الأساسية لذلك من - القراءة والكتابة والحساب- كما يفترض أيضا أن تكون بعض المهارات الأكثر تقدما في مجال العلوم والتكنولوجيا الكمبيوتر. والتي يجب خضوع الحصول عليها للمساواة لأن حالة عدم المساواة في توزيع هذه الأدوات يتسبب في مشكلة تتحول الي عائق اساسي في عدم التنمية على أساس الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد. لأن غياب الاعتبار في التوزيع يولد حالة اللامساواة التي بدورها تتسبب في وضع في حقيقة الأمر مثيرة للقلق. وهذا ينطبق على التعليم في بلاد المغرب : لا يمكن زيادة الناتج المحلي الإجمالي دون الحاجة إلى القلق نظرا للتوزيع في التعليم عندما يتعلق الأمر بخلق النخبة التكنولوجية والتجارية المختصة. والحقيقة ان التعليم الذي يتجه نحو النمو الاقتصادي يتطلب نخبة صغيرة نسبيا ممن لديهم معرفة بسيطة من التاريخ والواقع الاقتصادي يثير أي تفكير نقدي من أجل تحدي التفاوت الهائل.وعليه فالتفكير النقدي عنصرا هاما جدا في التعليم لتحقيق النمو الاقتصادي لأن تحرير فكر الطالب هدف في حد ذاته من أجل تدريبه بفعالية تقنيا وادراكه بمسؤوليته في التنفيذ لخطط العمل علي مستوي عمله لجذب الاستثمار الأجنبي وبقدرة تكنولوجيا متطورة. ماذا عن التعليم من أجل النمو الاقتصادي في بلاد المغرب ؟ نحن نعلم أن التركيز علي التدريب عن طريق فهم الآخر هو ما يؤدي إلى الإثراء الشخصي، وإلى الازدهار الوطني أيضا ، لأنه مبني علي إدراك الأخلاقية اللازمة لتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية القائمة على المساواة بين البشر وهو علاج أسهل. إننا نعي منذ فترة طويلة أن القدرة على الخيال معروف أنها ضرورية لتحقيق هدف النمو الاقتصادي. وأعمال المعلمين كبيرة في التعليم ويعتبرون الزاوية الأساس في ثقافة أي مؤسسة لأنهم من يحفزون الابتكار الذي يتطلب عقول مبدعة مفتوحة ومرنه وليس غير الأدب والفنون من يمكنهم من زراعة هذه القدرات. وعندما تكون غائبة،تغيب ثقافة المشركات وتتلاشى سريعا ويعتبر المتخرجين بالتدريب العام من الطلاب الذين يجدون توظيف بسهولة أكبر من الطلاب أكثر تخصصا، لأنهم الأكثر مرونة وإبداع وقابلية للشراكة. نحو تعليم يتجاوز الأزمة ويحقق مواطنة الأرض في عالم اليوم.. ان الاهتمام بمجالات الثقافة العامة في المناهج الدراسية هو ما يمكن التوجه نحو تحقيق ”مواطنة الأرض” وما يجب أن يكون جزء من المنهج الدراسي في المدارس مثل ما هو في جامعات دول العالم الأخري مثل جامعة ”شيكاغو” علي سبيل المثال. غير ان الدمار الذي تسببت فيه الأزمة الاقتصادية في ما تعانيه اليوم العلوم الإنسانية والفنون من تدهور وانخفاض معرفي وعلمي جعلها تعتبر من العلوم التي لا لزوم لها ومن قبل العديد في الأوساط العلمية غير العلوم الانسانية بحجة أن لا محاصيل لها نهائيا على بعض الإدارات في العالم، وعليه فإن الوضع في بلاد المغرب أكثر خطورة. وقد أدى ضغط النمو الاقتصادي العديد من القادة السياسيين لتحويل النظام الجامعي بأكمله من التعليم والبحوث إلي النمو والهدف هو جعل العلم ركيزة اقتصادية لمستقبل البلاد بالدرجة الأولي. والبداية تكون في التعليم الابتدائي. خاتمة ان اهتمامنا بتطوير نظامنا التعليمي في الوطن العربي هو حماية التعليم نفسه من الرداءة التي تحول دون تنميته وحرصا منا لتدني المستوي تجنبا للضعف والفقر وتحسبا لما يمكن ان نقع فيه من مخاطر وضع للأمني يبعدنا عن المواطنة المسئولة والمرتبطة ب ”الأرض الوطن” ولأن مطالب السوق العالمية أدت بجميع البلدان بدافع الحاجة الاتجاه نحو التركيز على الخبرات العملية العلمية والتقنية فمن الضروري أن نعود إلي صياغة العلوم الإنسانية والفنون في مجتمعنا لتصبح مطلب للمهارات التقنية ومضمون في هذه الخيارات. والاعتماد علي محتوى البرنامج ما هو إلا حافز للخيال والتفكير النقدي يخدم التعليم مباشرة ويفيد الصالح العام. كما يجب علينا مرافقة هذا التغير في محتوى البرامج تحول في طرق التدريس من خلال استبعاد أكثرها ضررا وتحقيقا للفشل. لأن حاجتنا في تجاوز ازمة التعليم الي نظام يعتمد من طرق تدريس ما يؤهل تعزيز القدرة علي المسؤولية الفردية لفائدة المصلحة العامة في المحيط. وفي ذلك أعيد تصميم التعليم في بلدان المغرب بغية إنتاج نوع من الطلاب بهذا النموذج قادرا علي رفع التحدي في رعاية محيطه ومجتمعه، ونحن نعتقد أيضا أن احترام القيم ليس فقط الاجتماعية وإنما الإنسانية والتفكير في نقلها إلي الأجيال القادمة هو ما يؤمن بقائنا في الحياة بأفضل الطرق. د.عائشة بوكريسة أستاذة محاضرة بجامعة الجزائر وباحثة في علوم التربية والإعلام بالمدرسة العليا الوطنية للأساتذة وعضوة بهيئة تحرير المجلة الدولية تنشيط الأقاليم جامعة” لوكام ”بمونتريال كندا
المراجع 1 -مركز دراسات الوحدة العربية (2013) حال الأمة العربية مستقبل التغيير في الوطن العربي مخاطر داهمة. 2 -محمد جواد رضا، (2006) الإصلاح التربوي العربي .. خارطة طريق، مركز دراسات الوحدة العربية ط1 بيروت 3 -عبدالإله ميقاتي، (2013)، مسيرة التعلم عند العرب، الدار العربية للعلوم ناشرون 4 -محَيا زيتون (2013) التجارة بالتعليم في الوطن العربي: الاشكاليات والمخاطر والرؤية المستقبلية مركز دراسات الوحدة العربية 5-Boutros Labaki,(2009),Enseignement superieur et marche du travail dans le monde arabe, press de l info 6-Mounir BASHSHUR, Youssef COURBAGE et Boutros LABAKI (dir.), 2006, L'enseignement supérieur dans le monde arabe, une question de niveau, Beyrouth, IFPO, 214:p. 7-Mehdi Lazar, (2012), EDUCATION ENSEIGNEMENT MAGHREB, MONDE ARABE, MOYEN ORIENT Qatar, Diplomatie et stratégie, l Harmattan 8-Agathe Roy, 2010 «L'enseignement supérieur entre nouvelle gestion publique et crise systémique», Lectures mis en ligne le 15 octobre 2010, consulté le 13 octobre 2013. URL : http://lectures.revues.org/1157