استبعدت نائب مدير العلاقات الدولية بوزارة الفلاحة الفرنسية أن تحقق الجزائر اكتفاء ذاتي في إنتاج القمح على المدى القريب والمتوسط مرجعة ذلك إلى الطلب الداخلي الكبير على هذه المادة الحيوية، خاصة وأن الجزائر تعتمد بشكل كبير على استيراد القمح بنوعيه من فرنسا. قالت نائب مدير العلاقات الدولية بوزارة الفلاحة الفرنسية وممثلة عن فرنسا في اجتماع خبراء دول (5+5) لوايناف، أمس على هامش افتتاح اجتماع خبراء بلدان حوار مجموعة (5+5) بفندق الأوراسي، أن تحقق دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وعلى رأسها الجزائر الاكتفاء الذاتي وبلوغ الأمن الغذائي لشعوبها والاتجاه للتصدير الفائض خاصة في المواد الأساسية كالقمح، مشيرة إلى أن هذه الدول لديها طلب داخلي كبير يمنعها من الاتجاه إلى التصدير خصوصا على المدى القريب والمتوسط. وقال الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فضيل فروخي أنه ينبغي على دول المجموعة مضاعفة إنتاجها خاصة دول الضفة الجنوبية التي لا يزال لديها هوامش كبيرة للتقدم من حيث المردودية، مشيرا إلى أن الأمن الغذائي لن يتحقق في المنطقة إلا بالتكامل بين الدول العشرة، مدعما باندماج أفضل لفروعها في مجال الصناعات الغذائية في الأسواق الدولية. وأضاف فروخي أنه يجب تحديد الأعمال خلال هذا الاجتماع التي قد تسمح لبلدان المجموعة من تحقيق وقاية أفضل ضد الأزمات الغذائية والتهاب الأسعار في الأسواق العالمية وكذا اقتراح كيفيات تسمح للمنطقة في إطار مسعى مشترك وتضامني مواجهة مؤثرات التغيرات المناخية على المواد الغذائية في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أنه خلال هذا الاجتماع سيتم دراسة كل أشكال الشراكة بين الضفتين لتدارك التأخر الذي تشهده بعض الدول في هذا المجال. ومن جهته، كشف مدير المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي شهات فؤاد، أن الهدف من هذا الاجتماع هو وضع توصيات جماعية تسمح لدول المجموعة بتحقيق هدف مشترك وهو الأمن الغذائي لشعوبها حيث تسعى هذه المجموعة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بينها وكذا تطوير التبادل العلمي والتكنولوجي. وأوضح شهات أن دول المنطقة تشترك في 90 بالمائة من المشاكل التي تواجه قطاع الفلاحة، مضيفا أنه ينبغي على حكومات الدول الأعضاء العمل المشترك لمواجهة هذه المشاكل والقضاء عليها وأوضح المسؤول ذاته أنه سيتم وضع خطة طريق وإنشاء المرصد، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من الاجتماع الوزاري لدول (5+5) الذي سينعقد غدا بالعاصمة، هو تحقيق تبادلات دائمة بين أعضاء المجموعة وركز اللقاء أيضا حول وضع توصيات لمناقشتها واعتمادها خلال الندوة الوزارية الأولى لدول (5+5) حول الفلاحة والأمن الغذائي، والتي تندرج في إطار الحوار بين دول المجموعة وفقا لاستنتاجات الندوة العاشرة لوزراء خارجية المجموعة المنعقدة في نواقشط أفريل المنصرم. وركز اللقاء على عرض مرصد الأمن الغذائي لبلدان المجموعة وكذا ترقية الاستثمار والشراكة بين القطاعين العام والخاص وكذا الخاص والخاص في مجال الفلاحة والصناعات الغذائية وكيفية تحقيق الأمن الغذائي وتنمية الأقاليم وعرض البحوث في التنمية الفلاحية المستدامة. وفي ذات الإطار، قال المدير العام بوزارة الفلاحة التونسية بلقاسم النصري أن الهدف من إنشاء المرصد الفلاحي هو إرساء إطار للتحاور والتشاور وتبادل المعلومات بين الضفتين حول موضوع الأمن الغذائي والتنسيق للعمل المشترك وتبادل المعطيات حول كل ما يهم الفلاحين وتوفير الغذاء بأسعار معقولة وبصفة مستديمة.