أشرفت، أمس الأول، وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، سعاد بن جاب الله، على تنصيب اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد النساء، بحضور عدد من إطارات الوزارة والحركة الجمعوية وممثلي القطاعات الوزارية المهنية بتنفيذ هذه الإستراتيجية. أكدت بن جاب الله، على هامش حفل التنصيب، أن عمل اللجنة يندرج في إطار تجسيد المخططات التي سطرتها الحكومة من أجل تكريس حقوق النساء وترقيتها في جميع المجالات، منها استراتيجية مكافحة العنف والإدماج الاقتصادي والاجتماعي للنساء وكذا مكافحة الأمية. كما كشفت بن جاب الله أن الوزارة عملت على تكوين قرابة 50 إطارا من إطارات المديريات المختلفة للشؤون والنشاطات الاجتماعية، قصد المرافقة والإصغاء لنساء ضحايا العنف بالتعاون مع المعهد الوطني للعمل والإطارات النقابية المختلفة تنفيذا لاستراتيجية التعاون التي باشرتها الوزارة مع منظمة الأممالمتحدة للنساء” أوني فام”، وهو البرنامج الذي يمتد إلى سنة 2014 ويهدف إلى التكفل السريع بالنساء ضحايا العنف. كما أكدت الوزيرة على هامش إشرافها على تنصيب اللجنة أن ظاهرة العنف ضد النساء التي أخذت تستفحل سنة بعد أخرى ليست قدرا ولا يجب أن تكون سلوكا عاديا في المجتمع، لهذا أكدت بن جاب الله على أهمية إشراك الحركة الجمعوية في مسار محاربة ومكافحة هذه الظاهرة. وبالمناسبة عرضت ممثلات مختلف القطاعات الوزارية المكلفة بمتابعة الإستراتيجية الخاصة بمحاربة العنف ضد النساء، ما تم إنجازه في هذا المجال، حيث عرضت السيدة حمريط فتيحة، من وزارة الداخلية، ورقة حول المشاركة السياسية للجزائريات تعرضت من خلالها لمختلف النصوص والقوانين الانتخابية التي أتاحت للجزائريات تمثيلا أكبر في المجالس المنتخبة، حيث صرن اليوم يشكلن أكثر من 30 في المائة من المجالس المنتخبة، بعد أن كانت تلك النسبة لا تتجاوز في أحسن الأحوال 7 في المائة. من جهتها عرضت السيدة بن منصور، ممثلة وزارة العدل، تطور النصوص التشريعية الجزائرية في مختلف القوانين، مثل قانون الأسرة والعقوبات والجنسية، ليتم تكييفها تدريجيا مع التزامات الجزائرالدولية في مجال إعطاء فرص أحسن للنساء، حيث صار مثلا ممثل الحق العام بإمكانه تحريك الدعوة تلقائيا بعد أن يتم إبلاغه بأي حالة عنف، ولكن مايزال التبليغ عن مثل هذه الحالات لا يتم تلقائيا خاصة من قبل الأطباء. من جهتها ممثلة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيدة بوداموس، قالت إن الوزارة جندت قرابة 300 مرشدة دينية ومئات الأئمة عبر الوطن لمحاربة كافة أشكال العنف التي تكتسي طابع ديني، خاصة أن الثقافة الشعبية تربط بصفة خاطئة بين العنف تجاه الزوجة والرجولة. من جهة أخرى، أشرفت بن جاب الله على تدشين مقر المركز الوطني للدراسات و الإعلام و التوثيق حول الأسرة والمرأة والطفولة الكائن بتيلملي في العاصمة، وهو المركز التي تم بعثه من ثلاث سنوات تقريبا وتنحصر مهمته في إعداد الدراسات وتحقيقات تتعلق بمجالات الأسرة والمرأة والطفولة، وهو يضع تحت تصرف الباحثين ما لا يقل عن 436 أطروحة و2600 مؤلف و696 مجلة ومكتبة سمعية بها 18 قرصا مدمجا، وهي الوثائق التي توضع تحت تصرف الباحثين و الدارسين في هذا المجال، وقد تم مؤخرا دعم المركز تقنيا من قبل مملكة بلجيكا في إطار التعاون الثنائي بين الجزائر و بلجيكا.