رغم الوعود الكثيرة التي تلقاها سكان بلدية لارباع بباتنة من المسؤولين المحليين والمجالس المنتخبة المتعاقبة على البلدية، غير أن الكثير من النقائص لاتزال تصنع هاجسا للمواطنين الذين شردوا من منازلهم طوال العشريتين الماضيتين بسبب الأزمة الأمنية، وما صنعه الإرهاب من أحداث عنف بالمنطقة لا تزال عالقة في ذاكرة السكان الذين هاجروا فرادى و جماعات نحو المناطق المجاورة، مثل بلدية تازولت، بحثا عن الأمن. وقد أبدوا نيتهم في الآونة الأخيرة بالعودة إلى منازلهم واستئناف أشغال الفلاحة وزراعة الأرض، مطالبين في ذات الوقت بتوفير الظروف الضرورية للعودة، حيث وجهوا مؤخرا إلى السلطات الولائية بباتنة مطلبا مكتوبا بإنجاز طريق يربط بلدية لارباع ببلدية تازولت على مسافة تقارب الثلاثين كلم. ولايزال هذا الرابط عبارة عن مسلك ترابي منذ عهد الاستعمار، حيث أكد المواطنون أنهم بحاجة ماسة لهذا الطريق من أجل فك العزلة عن البلدية وربح الوقت في التنقل إلى بلدية تازولت، التي هاجر إليها عدد معتبر من سكان لارباع خلال سنوات الأزمة الأمنية واستقروا بها. وقال المواطنون إنهم يضطرون لسلوك طريق تاقصريت المار ببلدية وادي الطاقة، والذي يشكل خطرا حقيقيا لوقوعه في مرتفعات جبلية معرضة لخطر انزلاق التربة، ما يجعل حركة المرور عبره مستحيلة خلال فصل الشتاء، رغم استهلاكه الملايير من الخزينة العمومية. .. وسكان قرزة يشترطون مدرسة ومستوصفا للعودة إلى أراضيهم في سياق موصول تقدم العشرات من سكان منطقة قرزة، التابعة لبلدية ثنية العابد بباتنة، بلائحة مطالب إلى السلطات المعنية، ربطوها بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غابوا عنها طيلة السنوات الماضية بسبب ويلات الإرهاب. وطالب المواطنون بفتح مدرسة ابتدائية باستغلال المدرسة القديمة التي كانت مقرا لوحدات الجيش الشعبي بغرض مكافحة الإرهاب، كما طالبوا ببناء مستوصف لتوفير الخدمات الصحية الضرورية، بالإضافة إلى إنجاز مركز بريدي. وأكد المواطنون أنهم يأملون في تنفيذ مطالبهم من أجل العودة على المنطقة وخدمة الأرض المعروفة بإنتاجها لكثير من أنواع الخضر والفواكه، والمعروفة أيضا بنشاط تربية النحل وإنجاز العسل. وقال المواطنون أن الفلاحين يأملون كذلك في دعم من أجل البناء الريفي وإنجاز المسالك لتسويق منتوجهم.