قال المخرج والكاتب المسرحي أحسن تليلاتي، إنّ التجربة المسرحية للراحل الفنان عبد القادر علولة، لاسيما المتمثلة في ثلاثيته الشهيرة ”الأقوال”، ”الأجواد” و”اللثام”، تعتبر شكلا جديدا ونمطا فريدا بخصوص الممارسة في المسرح المغاربي يندرج ضمن ما يسمى بالسرد التمثيلي. وأشار تليلاتي إلى أنّ علولة تجاوز النمطية التي يختص بها المسرح الأوربي من خلال أعماله الثلاثة. أكدّ المخرج المسرحي أحسن تليلاتي في المداخلة التي نشطها، أول أمس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة أغادير بالمغرب، في إطار الملتقى الدولي المنظم حول ”الفرجة في المسرح المغاربي”، بمشاركة عديد الدول العربية والأجنبية إلى جانب الجزائر ممثلة في أحسن تليلاتي، أنّ الراحل عبد القادر علولة راهن من خلال ثلاثيته المعروفة ”الأجواد”، ”الأقوال” و”اللثام”، على توظيف أحد أبرز أشكال التعبير المسرحي في التراث الشعبي الجزائري، والذي يتعلق بشكل الڤوال في الحلقة، أو ما يعرف بمسرح الحلقة. وفي السياق ذكر المتحدث أنّ مسرحية”الأجواد” تعد من أهم الإبداعات المسرحية الجزائرية، باعتبارها قدمت دفعا له، من أجل استحضار دور المسرح الجزائري في صناعة الحدث عبر هذا العمل المميز. ويعتقد الكاتب في حديثه أنّ المسرحية تراهن على إبراز عديد القيم الأساسية للمجتمع الجزائري، من خلال تطرقها بالتشخيص الدقيق عبر ثلاث لوحات سلوكية لشخصيات هامشية، لكنها إيجابية خيرة، تعكس النموذج الحي والقابل للاقتداء في التضحية والتضامن، تقدم بشكل راق وبأسلوب فني، وظف فيه الراحل علولة السرد انطلاقا من استعمال عنصر ”الڤوال” الذي يعتبر بمثابة مقدمة وتمهيد للحوادث ومعلقا عليها، وراويا لبعض أحداثها من جهة أخرى. كما استطاع الربط بواسطة الكلمة الموحية بين اللوحات المجسدّة على الركح. فيما أضاف أنّه استخدم حركة الفعل الدرامي في مواقف الحوار أو مناجاة الشخصية لنفسها، إضافة إلى الاعتماد على الأغنية الشعبية لتفعيل التأثير على الجمهور المشاهد للعرض. بالمقابل لدى تطرقه إلى المسرح المغاربي، كشف المتحدث تليلاتي أنّ المسرح المغاربي بكل مكوناته القطرية، خاصة في المغرب والجزائر وتونس، شكل بنية نوعية، قد لا توجد في تجارب مسرحية عربية أخرى، وله خصائص معين تختلف عما يقدم في المسارح العربية الأخرى، لاسيما بالمشرق العربي ودول الخليج، وهي أساسا تنحصر في الاشتغال على الدراماتورجيا التي تميز المبدع المسرحي المغاربي، على غرار مسرح عبد الرحمن كاكي، عبد القادر علولة، ومحمد بن ڤطاف بالجزائر، ومسرح الطيب الصديقي، وأحمد الطيب لعلج، ومسرح اليوم بالمغرب، ومسرح منصف السويسي، وفاضل اجعايبي وفاضل الجزيري بتونس. كما كشف في السياق ذاته أنّ الورشة الثانية تهدف إلى إبراز مستويات صناعة الفرجة، والبحث في أشكالها ومضامينها الإتنوسونولوجية والاستيطيقية والدراماتورجية والركحية.