صدر حديثا للشاعر الجزائري عيسى نكاف، عن منشورات ”أوناق” مؤلف شعري جديد يحمل عنوان ”أكثر من برد”، بغلاف جميل يميل إلى اللون الرمادي كثيرا يضم دلالات عديدة أكثر من برد ولها أكثر من معنى. المؤلف الصادر بدعم من وزارة الثقافة 2013، في إطار الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب وتطويرها، عبارة عن عديد النصوص الشعرية المتنوعة المواضيع تعكس معاناة الروح والجسد المستمدة من نبضات الشاعر. جاء في مقدمة الكتاب الذي يضم 121 صفحة من الحجم المتوسط، حسبما قاله الشاعر حسين عبروس، كاتب التمهيد، بأنّ” أكثر من برد” التي تلبس هذا العنوان هي نبضات شاعر ينوء بحمل معاناة الروح والجسد وهو يحاول دائما أن يبحث عن موطن السكينة في عالم تلذفه الحيرة، وتطوقه الغربة وتباعد تفاصيله عوامل شتى، حيث يظل الوطن على حدّ تعبيره وحده المركز الذي تدور حوله القصائد. وأضاف حسين عبروس أنّ الشاعر عيسى نكاف يحاول في هذه المجمع، وأن يكشف عن موطن تلك المعاناة الذاتية لينتهي إلى معاناة وألم العالم الذي حوله، فهو شاعر يوغل في الرمزية انطلاقا من تلك العناوين التي اختارها لمجموعته. وفي مساحة شعرية استطاع عيسى نكاف إخراج الحزن من دائرة وبوتقة الوحدة والخوف والغربة إلى العالم الأرحب وعالم السكينة والهدوء، أين تتضامن الروح مع الجسد داخل هذا الوطن. من جهة أخرى جاءت قصائد هذا العمل بلغة سهلة توغل أحيانا في الغموض، كما تحاول أن تمتد في زمنها إلى تلك الصور الكامنة في أعماق النفس. فيما تبوح هذا النصوص الشعرية بذلك الصراع الرهيب في قرارة النفس، عبر تصوير العشيرة والقبيلة لتصوير عالم الغربة والصراع الدائم. ومن بين القصائد التي حملها الكتاب ما يلي ”أكثر من برد”، ”جسد متروك للريح”، الأسئلة”، ”بلاد غاوية”، ”كنت وطنا بمثل المباهج”، ”كأنني مدين لك”،”على الخطوط التاليات ذكرا”، ”أعصر سؤالك فرس يغوي مربطه،” مراسم الحلاج” و”أيها دلني إلى الوطن”، ”أنظر المرايا”، الشعر” ،”البلاد” و”غوايات”، وغيرها من النصوص المفعمة بالتعبير الجميلة الرنامة التي تطرب المسمع قبل العقل. راسمة بكلماتها عالم الشاعر الخرافي الجميل بعيدا عن برد الروح والقلب والجسد هذه الثلاثية الأساسية في مكونات شعره.