شهد مستشفى يوسف الدمرجي بولاية تيارت، أول أمس، حدث عملي جليل بمصلحة أمراض القلب، أين تم زرع بطارية لتسريع نبضات القلب لمريض ذي 75 سنة. هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها بالولاية و على مستوى المستشفيات العمومية وطنيا، إذ عادة ما تتم هذه العمليات بالمستشفيات الجامعية التي تتوفر على الطاقم الطبي المؤهل والعتاد اللازم. وجاءت العملية بالتعاون مع المستشفى الجامعي لوهران من خلال جلب بعض المعدات من طرف الدكتور كروش. وبخصوص هذه العملية، كشف لنا الدكتور العايش أن عملية زرع بطارية لتسريع نبضات القلب تتم عادة بالمستشفيات الجامعية ويستفيد منها المرضى الذين يعانون ضعفا في نبضات القلب تصل إلى أقل من 30 نبضة في الدقيقة. وتكلف العملية لدى الخواص أكثر من 50 مليون سنتيم، يضاف إليها انتظار تحديد موعد. ولا يعتبر إجراء عملية من هذا النوع هو أول حدث بمستشفى يوسف الدمرجي بتيارت بمصلحة طب القلب، إذ تم استحداث جناح بالمصلحة خاص بعلاج الحالات الطارئة، منها الجلطة الدموية القلبية، أين تم إنقاذ 170 مريض خلال السنة الماضية، وهو رقم قياسي وطنيا حققه مستشفى عمومي، أين شارك مستشفى يوسف الدمرجي بالمؤتمر الدولي لأمراض القلب بالعاصمة نهاية شهر نوفمبر. وكان المستشفى العمومي الوحيد الذي وجهت له الدعوة وحضره أكثر من 50 مشاركا يمثلون المستشفيات الجامعية بالجزائر، فرنسا، المغرب وتونس.. أين قدم ممثلو مصلحة طب القلب لمستشفى تيارت محاضرة بخصوص طريقة علاج الجلطة الدموية القلبية ، من خلال تقديم العروض وطرح الأرقام المسجلة، والتي سمحت بإنقاذ 170 مريض خلال سنة 2013، وهو رقم قياسي مقارنة بالمستشفيات الجامعية الكبرى وطنيا ودوليا، أين يتم تجنيب وفاة المريض بالجلطة ويتفادى المريض التعقيدات. هذه التجربة التي تم عرضها بالمؤتمر الدولي جعل طريقة عمل مصلحة طب القلب لمستشفى تيارت نموذجا يتم إتباعه وطنيا بالمستشفيات العمومية بالولايات الداخلية والجنوبية، وأصبح نموذجا تقتدي به دول جارة مثل المغرب أوتونس. الدكتور العايش كشف لنا أن ما تم تحقيقه بمصلحة طب القلب بمستشفى يوسف الدمرجي بتيارت، كان ثمرة مجهود تم القيام به من خلال تكوينه للطاقم الطبي والشبه الطبي بالمصلحة، والذي يتكون من طبيبين عامين وأربعة ممرضين.. رغم قلة الإمكانيات. تجربة الدكتور العايش نستنتج منها أن المؤسسات العمومية الاستشفائية بالوطن يمكنها تحقيق الخدمات التي عادة ما توجد بالمستشفيات الجامعية، وهذا من خلال تشجيع الأطباء الأخصائيين وتوفير التجهيزات اللازمة.. لضمان تغطية طبية بالولايات الداخلية والجنوبية بدل التركيز على المستشفيات الجامعية بشمال الوطن. هذه التجربة أظهرت أن الصحة العمومية بخير وبحاجة لدعم الوزارة الوصية لتشجيع مثل هؤلاء الأخصائيين وخدمة للمرضى. ومع النجاح الباهر الذي حققه مستشفى يوسف الدمرجي، يبقى مطلب برمجة إنجاز مستشفى جامعي بهذه الولاية أمرا ضروريا، خاصة أنها تمتلك موقعا استراتيجيا بحدودها مع سبع ولايات.