غزت، مؤخرا، محلات بيع ”الآيس كريم” الإيطالي العاصمة.. فلا يخلو شارع من شوارعها من أحد هذه المحلات التي تتفنن في عرض المثلجات أو ”الجيلاتو” بنكهات وأذواق مختلفة، وهو ما جعل جزائريين يتمتعون بالمثلجات الإيطالية طوال فصول السنة وليس في فصل الصيف فقط. اصطفت محلات بيع ”الآيس كريم” الإيطالي على طول شارعي العربي بن مهيدي وديدوش مراد بالعاصمة، والتي تعرض مثلجات بمذاقات مبتكرة وغير مألوفة كذوق البطيخ الأحمر، الجوز، العسل، والنعناع.. لتستورد بذلك ثقافة البلد الأوروبي التي توارثتها الأجيال منذ حقبة الرومان التي اقتصر تناوله فيها على الصفوة من أثرياء الإمبراطورية الرومانية الذين حظوا بمتعة تذوق أوائل أنواع ”الآيس كريم”، حيث تعد إيطاليا إحدى الدول الرائدة في صناعته. وتعرف هذه المحلات توافدا كبيرا من طرف عشاق ”البوظة” رغم كوننا في فصل الشتاء، حيث لم يعد تناول الآيس كريم مقتصرا على فصل الصيف فقط للتخفيف من شدة الحر، ولكن أضحى يستهوي النفوس بالأشكال والنكهات المتنوعة المعروضة. وفي حديثنا مع بعض الزبائن، أبدوا إعجابهم الشديد بهذا النوع المبتكر للمثلجات التي أتاحت للجزائريين فرصة اكتشاف الذوق الايطالي والتمتع بأصالته، إلا أنهم أعابوا على الأسعار التي تعد جد مرتفعة مقارنة مع أسعار باقي أنواع المثلجات المحلية منها والمستوردة، حيث يتجاوز سعر البوق ”كورني” الواحد من هذه البوظة 200 دج ليحظى الزبون بذوق واحد فقط، أما إن أراد التمتع بأكثر من نكهة فيدفع ضعف المبلغ، وهو ما يجعله حكرا على ميسوري الحال، خاصة أن سعر العلبة العائلية يتراوح بين 700 و1400 دج، وهو سعر جد مرتفع وليس في تناول الشريحة الكبرى من الشعب. وأكد أصحاب هذه المحلات ل”الفجر” أنهم عرفوا إقبالا منقطع النظير خلال العطلة الشتوية، لاسيما ليلة رأس السنة، أين كان الإقبال قياسيا، خاصة أنهم تفننوا في صنع قوالب حلوى من المثلجات، والتي بلغ سعر الواحدة منها حوالي 2000 دج. ورغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تمكنت من استقطاب عدد كبير من عشاق المثلجات.