شرعت محلات العاصمة في التزين تحضيرا لاستقبال ”يناير” السنة الأمازيغية الجديدة 2964، الذي يصادف 12 جانفي الجاري، من خلال التفنن في عرض ”التراز” المشكل من مجموعة من المكسرات والحلوى إلى جانب الفول السوداني، الفواكه الجافة و”الحلقوم”. ككل سنة، انطلقت التحضيرات في أسواق العاصمة للاحتفال ب”يناير”، كسوق علي ملاح بساحة أول محمد بوقرفة ”مارشي 12” بمحمد بلوزداد وبازيطة بباب الوادي. وشرع التجار في عرض مختلف المواد الغذائية التي يكثر عليها الطلب من قبل العاصميين خلال هذه المناسبة الأمازيغية التي أضحت تقليدا مكرسا كل سنة، فيتفننون في تزيين محلاتهم ب”التراز” المكون أساسا من مختلف أنواع الحلوى، الفواكه الجافة، التمور، الحلقوم والفول السوداني، وذلك بهدف لفت انتباه الزبائن وجلبهم. والملفت للانتباه هذه السنة هو الارتفاع الجنوني للأسعار، فالكيلوغرام الواحد من ”التراز” تعدى سعره 2000 دج، أما الزبون الذي يريد اقتناء الحلوى والشكولاطة فيتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها بين 1200 و1800 دج. إلا أن الزبائن أجمعوا أنه من الصعب تفادي المحلات التجارية الخاصة بيناير والبقاء جانبا عن ذلك التوافد للزبائن، بالنظر إلى ما تحمله هذه العادة من سعادة وأفراح.. خاصة في أوساط الأطفال. كما أكد التجار ل”الفجر” أن الإقبال كبير جدا على اقتناء هذه الحلويات، خاصة أن العديد من العائلات أضحت تفضل الاحتفال ب”يناير” عوض الاحتفال برأس السنة الميلادية. وتصنع هذه الإحتفالات أجواء حميمية متميزة، حيث يجتمع أفراد العائلة حول مائدة مزينة بمختلف المواد، وعلى رأسها الأكلات التقليدية التي تتفنن ربات العائلات في تحضيرها، خاصة الرشتة، الشخشوخة، الكسكسي.. وغيرها من المأكولات التي يعشقها الجزائريون. كما تحرص العائلات على الاجتماع ليلا على طاولة الحلويات، أين يتم وضع رضيع في الوسط ويتم الرمي عليه بالحلويات والذهب والمال.. ليكون بذلك فأل حسن على أفراد العائلة بالبهجة ودوام النعمة، ثم يتم تقاسموا حلوى ”التراز” التي تعد مزيجا من الحلوى والشكولاتة واللوز والفستق والجوز والبندق والفول السوداني والحلوى التركية والتين المجفف. وتبقى العائلات محافظة على ما تحمله عملية التوزيع من عادات عبر تقديم هذه المأكولات في كيس صغير مغلق من القماش، يتسابق الأطفال على فتحه لاكتشاف ما يحتويه من حلويات تحت أنظار الأولياء وفرحتهم بادية بإسعاد فلذات أكبادهم.