يعاني سكان بلدية اعميرة آراس، الواقعة على بعد 30 كلم من عاصمة الولاية ميلة، ظروفا مزرية مند سنوات عديدة رغم عدد السكان الذي يفوق 20 ألف نسمة، والذين يتوزعون على 17 مشتة من بينها علي بن براهم، القرامشة، تفالكوت، بويطان، الوازطة.. رغم توفرها على مركزين حضريين، وهما منطقتي بويلف و بوغرداين، إلا أنهما عبارة عن دواوير كبيرة لافتقارهما لضروريات العيش الكريم، لتهميش المنتخبين المحليين المتعاقبين على رأس هذه البلدية لهم، حيث صرح المواطنون أن بلديتهم تقبع في ذيل الترتيب للبلديات، وهذا لعدم استفادتها من مشاريع تنموية تدفع حياتهم نحو الأفضل وتنهي معاناة سنوات الجمر التي كابدوها في فترة العشرية السوداء، على حد تعبيرهم. تضاريس جبلية صعبة وظروف مزرية رغم تعليقهم آمالا كبيرة على رئيس البلدية الجديد، إلا أن هذا الأخير لم يغير من الوضع شيئا بل زاد من ترديه طارحين جملة من الانشغالات، وعلى رأسها ربطهم بالغاز الطبيعي، والذي كثيرا ما أشعل فتيل الاحتجاجات بهذه المنطقة وأخرجهم إلى الشارع، إذ أكد بعض السكان أنهم يعانون ويلات البرد القارص في فصل الشتاء جراء غياب هذه المادة الحيوية. كما رفع قاطنو البلدية مطلب توفير المياه الصالحة للشرب في انتظار وفاء السلطات الولائية بوعودها، والتي قطعتها في وقت سابق، من خلال تزويد السكان بهده المادة الضرورية للحياة من سد تابلوط الواقع بولاية جيجل، حال الانتهاء من إنجازه وما زاد من تدمر السكان العزلة الكبيرة التي يعانون منها في ضل عدم إصلاح الطريق الرئيسي والمسالك الفرعية المؤدية لمختلف المشاتي، والتي تتميز بوعورتها نظرا لتضاريسها الجبلية الصعبة والذي من المستحيل في فصل الشتاء. وأثر هذا الوضع سلبا على تمدرس التلاميذ، خاصة أن البلدية تعاني من نقص فادح في حافلات النقل المدرسي، إذ تتوفر على حافلتين واحدة منها تعاني الاكتظاظ، وهو ما دفع أبناء العائلات الفقيرة للتنقل مشيا على الأقدام وسط الغابات والأحراش المحفوفة بالكثير من المخاطر، للالتحاق بمقاعد مدارسهم بتاصافت مركز البلدية. وطرح السكان مشكلا آخر يؤرق يومياتهم، وهو عدم إنجاز قنوات للصرف الصحي، حيث يستعين مواطنو أغلب المشاتي في تصريف المياه القذرة عن طريق الحفر، والتي غالبا ما تمتلئ وتصبح سواق جارية في كل أنحاء المشتة، ما أثار مخاوف السكان بإصابتهم بالأمراض والأوبئة لانتشار الروائح الكريهة، كما أنها أصبحت في الآونة الأخيرة مرتعا للجرذان. وبرر رئيس البلدية الحالي، في لقاء مع ”الفجر”، عدم ربط منازلهم بشبكة الصرف الصحي لتفرق منازلهم، فضلا عن مطالبتهم بزيادة حصتهم من من االبناء الريفي، إذ أن 170 استفادة التي وزعت عليهم في وقت سابق، حسبهم، غير كافية ولا تسمح لهم بالاستقرار في أراضيهم.