مشاريع كبرى للري لم تقض على أزمة العطش تبين أخيرا أن سد بني هارون ،الذي علق عليه سكان ولاية ميلة آمالا كبرى من أجل تخليصهم من حالة العطش التي عانوا منها طويلا وبعد خمس سنوات من دخوله الخدمة الفعلية، غير قادر حتى هذه الساعة على تلبية مطالبهم وتحقيق أحلامهم، ذلك أن سكان عدة بلديات وفيها التي تحتضن حوض السد نفسه مثل بلديات حمالة ، الشيقارة ، ترعي باينان، وعميرة أراس غير مربوطة أصلا بأروقة و بشبكة توزيع للسد. وكثيرا ما عبر سكان هذه البلديات عن مطلبهم بضرورة الحاقهم بركب البلديات المربوطة بالسد ونيل حقهم منه خاصة وأن حظهم من سلبياته مثل مرض الحساسية أو الربو جراء نسبة الرطوبة المرتفعة التي سببها الجو لم تتأخر في الوصول إليهم وارتفع مستوى مطلبهم إلى الاحتجاج في الشارع عدة مرات ، فيما لا تنال البلديات الأخرى المربوطة به سوى حصصا أقل مما هو مقرر لها وحلم تواجد ماء السد في الحنفيات 24 ساعة على 24 ما زال بعيد المنال بسبب عدم تجديد شبكات التوزيع داخل التجمعات السكانية وعجز الموجودة منها حاليا عن تحمل ضغط مياه السد . الأمر الذي رفع من نسبة التسربات وبالتالي ضياع الماء في الشوارع دون وصوله للحنفيات ، بل أن حادثة توقف مضخة السد عن الضخ الأخيرة جعلت القائمين على شؤون توفير الماء وتوزيعه يعودون بتفكيرهم إلى ضرورة العودة لتجنيد وتسخير مصادر الماء ،التي تم تجاوزها مع دخول السد الخدمة . فإضافة لهذا السد الذي يوفر في الوقت الحاضر مليار متر مكعب من الماء والذي زود سد الخزان لوادي العثمانية الملحق به في الفترة الأخيرة بمحطة عائمة تعمل على ضمان الضخ في اتجاه البلديات المربوطة بالرواق الأول بمياه الشرب لحظة هبوط منسوب الماء بهذا السد الخزان لدرجة لا يسمح بعودة الماء تلقائيا ،كما هو الحال في الحالة العادية ، فان ولاية ميلة تحصي في الوقت الحاضر، إضافة لهذا السد وملحقاته بما فيها سد قروز، الذي سيربط لاحقا بمركب بسد بني هارون 106 تنقيبات و 50 بئرا و 397 منبعا مائيا. هذه الثلاثة الأخيرة تجند 68,54هكتومتر مكعب من الماء سنويا غير أن مجموع هذه المصادر المائية الكبيرة نظريا والتجهيزات الملحقة بها لا يمكن ساكن ميلة سوى من 121 لترا من الماء في اليوم وهي كمية أقل من النسبة الوطنية في الوقت الحاضر علما وأن نسبة الربط بشبكة التوزيع هي في الوقت الحاضر تمثل 73 بالمائة. 10 ملايير لإجراء الدراسة التقنية لتموين 13 بلدية بماء الشرب كشف مدير قطاع الري بميلة أن هذا الأخير تحصل مؤخرا على مبلغ مالي معتبر مخصص لإجراء الدراسات التقنية وحدها الخاصة بتموين 13 بلدية من الماء الشروب وهي تلك الواقعة على الشريط الشمالي لولاية ميلة ونعني بها البلديات الواقعة على محور الشيقارة إلى غاية دراحي بوصلاح والبلديات الأخرى الغير مستفيدة من سد بني هارون حيث سيتم التركيز على نقطتين أساسيتين إما ربط هذه البلديات جميعها او البعض منها بسد بني هارون أو سد تابلوط بولاية جيجل والذي سيمون ولاية سطيف بقناة جر تعبر ولاية ميلة ،اما البلديات المربوطة حاليا بسد بني هارون فالتركيز سينصب على تجديد قنوات شبكات التوزيع بها لرفع مدة التموين والقضاء على التسربات المائية . رداء الأحوال الجوية التي عرفتها ولاية ميلة خلال الشتاء الفارط برغم التأثير الإيجائي على مخزون الماء بالولاية إلا أنها لم تخل انعكاسات سلبية على منشآت قطاع الري وتجهيزاتها وفي مقدمتها قناة الرواق الأول التي تربط محطة التصفية لعين التين بالبلديات العشر الواقعة شمال ميلة بداية من عاصمة الولاية إلى غاية فرجيوة لذلك خصصت وصاية القطاع مبلغ 19,7 مليار سنتيم للتكفل بهذه الأضرار مثلما برمجت تنقيبات لفائدة بلديات الشيقارة ، ترعي باينان ، مينار زارزة ، تسدان حدادة ، بوحاتم وعين الملوك قصد رفع حظها من مياه الشرب في انتظار انجاز مشروع الدراسة التقنية السالفة الذكر. محطات لتصفية المياه القذرة وحماية سد بني هارون ضمن برنامج حماية سد بني هارون من التلوث لاسيما بسبب المياه القذرة التي تفرزها التجمعات السكانية المحاذية لحوضه والتي تصب في الوقت الحاضر في مياهه فقد تم انجاز محطة تصفية المياه القذرة لبلديات ميلة ، القرارم قوقة وسيدي مروان ووضعها في الخدمة في جويلية 2009 ،حيث تتكفل حاليا ب 20657 متر مكعب من المياه القذرة لهذه البلديات في اليوم وتلقي بها مصفاة نحو مياه سد بني هارون، فيما تجري اشغال انجاز محطات أخرى بكل من فرجيوة لتصفية مياهها القذرة مع مياه بلدية عين البيضاء احريش والمقدرة ب 9600 متر مكعب في اليوم ومحطة رجاص التي ستتكفل بالمياه القذرة لزغاية ورجاص المقدرة ب 4500 متر مكعب في اليوم في انتظار الحاق مياه الصرف لبلدية احمد راشدي بهما ،فمحطة الرواشد التي ستوكل لها مهمة تصفية 2200 متر مكعب من المياه القذرة تنتجها المدينة أما محطة بوغرداين ببلدية أعميرة آراس فتتكفل بمعالجة 900 متر مكعب من المياه القدرة وبطبيعة الحال فان هذه المحطات ستكون مصحوبة بانجاز مشاريع تخص تجميع هذه المياه القذرة وجرها نحو محطات التصفية . للإشارة تحصي إدارة قطاع الري بميلة جملة من العوائق والانشغالات التي لا زالت تؤثر سلبا على القطاع وفي مقدمتها غياب الدراسة التقنية للمنابع المائية المستغلة وكذا ضرورة القيام بالدراسات الجيوفيزائية المغطية لولاية ميلة والتي تسمح بالتعرف على مصادر مائية أخرى مع تأمين تموين البلديات العشر من شمال الولاية المربوطة عبر الرواق الأول وكذا استرجاع أدوات وتجهيزات تنقيب منطقة أراس لتأمين تموين بلديات زغاية وادي النجاء وميلة بالماء الشروب .