تحدث عميد أغنية الروك القبائلي الفنان كريم أبرانيس، على هامش الندوة التي نشطها بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، حيث تكلم عن مسار فرقته وعن المواضيع التي تعالجها أغانيه وعن اختياره لتأدية طابع الروك الذي يعد فنا غير منتشر بقوة في الجزائر. كريم أبرانيس لعلك من القلائل الذين يؤدون فن الروك في الجزائر لماذا اخترتم هذا الفن بالذات خصوصا وأنه غير منتشر في الجزائر؟ فن الروك هو أحد أهم وسائل التعبير القوية، حيث يمتاز بالثورة والخروج عن المألوف، والقوة في التعبير سواء بالموسيقى أو بالكلمات، وهو في رأيي الأمر الذي لا يتيحه طابع آخر، كما أن إضافة الطابع الأمازيغي على ما تقدمه فرقتنا منحها هوية خاصة وقرب الجمهور منا. حدثنا عن مسار الفرقة ؟ تأسست فرقة أبرانيس سنة 1973 أطلقنا عليها لقب إحدى المجموعات الأمازيغية القديمة لنحدد هوية لنا. استطعنا منذ ذلك الوقت أن نحافظ على الفرقة التي تضم 7 أفراد تغيروا باستمرار على مدار 40 سنة بحكم اعتزال البعض، أو هجرة البعض الآخر. قدمنا مئات العروض في الجزائر والخارج وشاركنا في الكثير من المهرجانات. اليوم أصبح معظم أفراد الفرقة شبابا. يسعدني الأمر كثيرا أن أرى الفرقة التي تأسست قبل نصف قرن تحافظ على وجودها إلى غاية اليوم. ما هي المواضيع التي تعالجها فرقتكم؟ مواضيعنا فلسفية في مجملها. نتحدث عن الكون، عن الوجود، عن علاقة الإنسان بذاته، وكينونته، نحاول إيجاد أجوبة، وطرح الكثير من الأسئلة التي تخطر بذهن الجمهور. نحاول أن نكون صوتهم، أن ندخل أعماق تفكيرهم، فرقتنا تحاول أن تكون منذ تأسيسها فلسفة في حد ذاتها، غير أن ذلك لم يمنعنا من التطرق إلى مواضيع ثورية، وعاطفية، واجتماعية أيضا، فأبرانيس تتحدث عن الحياة بشكل عام. المزج بين طابع الروك والطابع الأمازيغي كيف جعلتم الجمهور يتقبل هذه التوليفة؟ صادف انطلاق فرقتنا في سنوات السبعينات انتعاشا كبيرا في الإقبال على الثقافة الأمازيغية من جهة، كما ساهم صعود حركات التحرر في العالم في انفتاح العالم على موسيقى الروك الثائرة والصاخبة، وهي الأصداء التي بلغت الجمهور الجزائري، فتقبل الفرقة في البداية على أساس أنها موضة عالمية، بخصائص جزائرية أمازيغية، غير أن عملنا الجدي والدؤوب في الحفاظ على مستوى معين من الأداء ساهم في إكسابنا جمهورا بقي وفيا لمسارنا. هل تعتقدون أن غناءكم بالأمازيغية أفقدكم جمهور المعربين في الجزائر؟ أبدا على الإطلاق، الموسيقى لغة عالمية يمكنك أن تتأثر بأغنية صينية لا تفهم منها كلمة أكثر من تأثرك بأغنية تفهم معاني كلماتها. كما أننا نعمل حاليا على ترجمة كل إنتاجنا للسماح لجمهورنا من المعربين بالاطلاع على معاني كلمتنا. في بداية الثورة التونسية غنيتم للربيع العربي، ومدحتم الثورات العربية هل مازلتم على موقفكم اليوم في ظل ما يحدث بسوريا ومصر من انزلاقات خطيرة؟ لقد كنا سعداء وقتها بثورة الشعب على الظلم، وكنا نرجو أن تتحقق العدالة والديمقراطية ومازلنا نتمنى ذلك كفنانين، طالما حملنا رسالة الحرية. غير أن ما يحدث اليوم في البلدان العربية أمر غريب بالفعل كأن الثورة تسرق من صانعيها لتلقى بين أيدي المتطرفين ليعود الأمر إلى أسوأ مما كان عليه. بعيدا عن المهرجانات كيف تقيمون نشاطات الفرقة؟ نعتبر المهرجانات والمناسبات الخاصة متنفسنا الوحيد. تعرفون حالة الفنان في الجزائر في ظل غياب سياسة ثقافية واضحة تعمل على تنظيم جولات فنية ثابتة للجميع، نحن سعداء اليوم لاحتفالنا بالثقافة الأمازيغية لوجودنا هنا في وحصولنا على هذا الكم الكبير من حب الجمهور والذي نتمنى إرضاءه أكثر. ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ نجهز أنفسنا حاليا لجولة فنية في فرنسا، كما سنقيم حفلا فنيا بالعاصمة بقاعة ابن خلدون في 14 من الشهر الجاري، بالإضافة إلى ألبوم الفرقة الجديد والذي سيصدر في الأشهر القليلة المقبلة.