بعد غياب طويل عن الساحة الفنية في الجزائر والخارج، خصوصا بعد الرواج الكبير الذي شهدته الفرقة خارج الوطن والنوع الموسيقي الغربي الذي تقدمه لقي إقبالا في الأوساط الشبابية، قال أعضاء الفرقة بأنها لم تغب عن الساحة الفنية وإنما ارتأت التحضير جيدا لألبومها القادم، من أجل تقديم أشياء تليق بسمعة الفرقة وهذا ما سنكتشفه في هذا الحوار. متى ظهرت فرقة “أبرانيس” على السّاحة الفنية الجزائرية؟ فرقتنا ظهرت سنة 1967 عندما التقينا في فرنسا وكنّا أربعة أصدقاء نعشق كثيرا الموسيقى والغناء، فقرّرنا إنشاء فرقة غنائيّة وفي سنة 1973 سجلنا أول أسطوانة، حيث كانت بداية انطلاقتنا نحو الشهرة والعالمية. كيف تم اختياركم لهذا الإسم وماذا يعني؟ عندما بدأنا مشوارنا الفني أردنا إعطاء اسما للفرقة يكون سهلا للنطق وللحفظ وله معنى، فاعتمدنا على البحث في كتب تاريخ إفريقيا الشّماليّة فوجدنا إسم “برانس”، وهو لأحد العروق الأمازيغية التي سكنت شمال إفريقيا خلال القرن السادس والسابع الموجودين تحت سلطة الزّعيم كسيلة. ولكن عند مشاركتنا في المهرجان الأول للموسيقى الأمازيغية أجبرنا منظمو المهرجان على إضافة حرف الألف ليصبح “الأبرانيس” وبعدها أصبح الجمهور يكتشفنا ويعرفنا بهذا الإسم فقررنا عدم تغييره. ما هو النوع الموسيقى الذي تؤدونه؟ الموسيقى التي نؤديها هي نوع من الروك ولكن روك قبائلي وكلمات قبائلية، حيث نعتمد كثيرا على التراث القبائلي الأصيل. عدتم بألبوم جديد بعد سبع سنوات من الغياب فما هو تعليقكم؟ في الحقيقة نحن لم نغب عن الساحة الفنية، لكن فرقتنا ليست فرقة عادية أو فرقة موسمية لسنا مثل باقي الفنانين الذين يصدرون أشرطة في موسم الأعراس مثل فصل الصيف، وكما نلاحظ في بلادنا إحياء الحفلات يكون بكثرة في سهرات رمضان، ولكن فرقتنا تحضر للألبوم عدة سنوات، حيث نبحث جيدا في الموسيقى ونوعية الكلمات وعندما ننتهي من العمل نقوم بتسجيله وإصداره، سواء في فصل الصيف أو الخريف أو فصل الشتاء، وهذا الألبوم الأخير جاء ثمرة مجهود كبير وعمل متواصل لفرقة كثيرة العدد، حيث دعونا فنانين كبار معروفين على الساحة الفنية الجزائرية بأدائهم لموسيقى الروك، وهذا لأجل المشاركة في بعض الأغاني مثل الفنان علي عمران الذي شارك في أغنية “ثبلاط سمضان” أو “الصّخرة الصمّاء”، كما شارك الفنان الشيخ سيدي بيمول في أغنية “أدفال” التي تعني “درب الثلوج”، حيث أردنا رد الجميل له عندما دعانا للمشاركة في أغنية من ألبومه الأخير الذي أصدره العام الفارط، وهناك أيضا فنانة مبتدئة وهي طاووس أرحاب، لها صوت رائع وجميل حيث شاركت معنا في أغنية “ثانينة” بمعنى “وزّتي البيضاء” بالإضافة إلى المجموعة الصوتية. عن أي مواضيع تتحدث أغلب أغاني هذا الألبوم؟ أغلب أغاني الألبوم ثقافية وتاريخية وأيضا هناك أغاني تعالج قضايا المجتمع الجزائري. كم ألبوم لديكم منذ بداية مشواركم الفني؟ لدينا بالضبط 70 أغنية أي حوالي تسعة أو عشرة ألبومات. ما هو تقييمكم للموسيقى القبائلية في الوقت الحاضر؟ هناك تقدّم ملحوظ حيث نجد أصوات جديدة شابة تبحث في الموسيقى وتأتي بالجديد مثل الفنان المبتدئ إسماعيل كساي، الذي اكتشفناه عندما دعوناه للمشاركة معنا في الحفل الأخير الذي أحيته فرقتنا في دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، بمناسبة إصدارنا لهذا الألبوم الأخير. هل لديكم جولات أو مشاريع فنية مستقبلا؟ لدينا حفل فني كبير في الجزائر العاصمة خلال الأشهر القليلة القادمة، ولم يحدد التاريخ بعد كما سنقوم بعدة جولات خارج الوطن. أما المشاريع فنحن بصدد تحضير شريط فيديو لاحقا، خاص بالمشوار الفني للفرقة منذ بداية نشأتها إلى غاية سنة 2010، كما سنقوم أيضا بإنجاز بعض الكليبات من الألبوم الجديد. كلمة أخيرة. شكرا لكم على هذا اللّقاء وشكرا للجمهور الجزائري الوفي الذي انتظرنا بشغف كبير كما أتمنى لكم التوفيق.