يشهد قصر الثقافة بإمارة الشارقة، تنظيم ملتقى تدريبي يضم أربع حصص لورشات تهتم بخيال الظل والدمى والحكاية، يؤطرها التونسي المحواشي وفرقة الأرجواز التي تستفيد من خبرة أحد الرواد، وهو العم صابر المصري، وكذا الفنان الجزائري ماحي صديق. وتنظم هذه الحصص ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته السادسة التي تحتضنها الشارقة، سعيا لتقديم خبرات في مجالات فنية تخص المسرح وتقنياته التي بدأت تعرف انحسارا ملحوظا. وقدم، أول أمس، الفنانون الثلاثة.. الجزائري ماحي صديق والمصري العم صابر والمحواشي من تونس، عروضا تطبيقية تبعها بعضا من تقنيات يوظفها ”الأرجواز” ضمن وصلاته الفنية. كما قدم ضمن هذا الملتقى التدريبي تقديم الحكواتي ”الڤوال” ماحي الصديق حكاية ”رميضة وعلي” مستمدة من أحد الحكايات الأسطورية القديمة التي تعرفها الجزائر، لاسيما بالجنوب عاصمة الاهقار، تلتها توضيحات تتعلق بشكل وطريقة الاداء وكيفية جعل المشاهد أو المتابع للقصة يندمج في الحكاية وفي الرواية الشفوية. كما كان اللقاء فرصة للجمهور والفاعلين في المسرح من مختلف الدول العربية لاكتشاف خيال الظل والاقتراب من الدمى للمصري الاسعد المحواشي. وفي الصدد تحلق الجميع حول الفنان والحكواتي الجزائري صديق ماحي، الذي أسهم في تفعيل هذا اللقاء الفني المتنوع بين الدمى وخيال الظل، وفن الأرجواز، لفرقة خيال الظل المصرية، واستمعوا إلى حكايته الاسطورية الضاربة في اعماق التاريخ من خلال قصة ”رميضة وعلي”، الحكواتي أو الڤوال أو الحلقاتي.. فتتعدد التسميات لكن المتعة واحدة، وجميلة، لاسيما أنه يحظى بمتابعة مميزة ومحبة خاصة في المخيال الشعبي العربي. فاستطاع ماحي عبر قصته التراثية المميزة من أسر قلوب الحضور وجمعهم حوله، كما أسرّ بعد الحكاية ثلة من التقنيات التي يؤديها في ذلك مقدما القصة، من خلال اعتماده على حركات جسده والقول أو الصوت الصادر من فمه، قول شفوي يرتفع وينخفض حسب مناحي القصة، دون الحاجة إلى توظيف أي إكسسوار أو عنصر تقني تكنولوجي صوتي. وأشار الفنان ماحي إلى تجربة مهمة وفريدة جمعته بأطفال المستشفى، حينما قاموا بتأثيث فضاء الحكي وطالبوه بأن يبدأ وحينها لم يكن يظهر من أجسادهم إلا الوجه، وانتهى الفنان ماحي كما انطلق في الجلسة الفنية قائلا ”أنا الڤوال ندخل لبلاد ونخرج لبلاد.. نحكي لكم قصة غريبة”. في السياق ذاته استطاع الفنان المصري العم صابر من إشراك الحاضرين وتكوين ”آلة” صغيرة عبارة عن قطعة توضع على اللسان وتصدر صوتا ممزوجا بموسيقى، حيث عاد إلى نبش ذاكرته في بوح نادر ليعيد للمشاركين قصته مع فن ”الأرجواز” ابتداء من بداياته مع مصطفى الأسمر وفتحي المسيري وغيرهم، واشتغاله في الموالد الذي تحول إلى فن ”الأرجواز” كنوع فني مهم.