تحدث مطرب الطابع القبائلي عباس نايت رزين، في دردشة جمعته ب”الفجر”، وذلك على هامش الحفل الذي أقامه رفقة مجموعة هامة من الفنانين بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، وبشهر التراث الأمازيغي، حيث عبر الفنان عن موقفه من الأغنية الأمازيغية الحالية ومن حالة الفنان وتعامل المؤسسات الثقافية تجاهه. كيف كانت بداية مشوارك الفني؟ بدايتي كانت عبر الإذاعة الوطنية، بالضبط على أمواج إذاعة القناة الثانية في برنامج ”أفنان أوزكا” (فنان الغد) حيث تم اكتشاف موهبتي من طرف الفنان الكبير محند آيت رشيد سنة 1978، وكان له كبير الفضل في تحفيزي وتقديم الدعم المادي والمعنوي لي، لأقوم بتسجيل أول ألبوم سنة 1982 رفقة العملاق محبوباتي، واصلت بعدها مسيرتي الفنية إلى غاية توقفي أوائل سنوات التسعينات عن العمل بشكل نهائي لأعود بعد سنوات إلى الساحة الفنية. توقفت عن العمل الفني لسنوات ما السبب؟ في الحقيقة لم يكن سبب اعتزالي واحدا، لقد تكاثفت أسباب كثيرة دفعتني إلى اعتزال الفن وترك الميدان، أولها الحالة الأمنية الصعبة التي مرت بها البلاد أثناء العشرية السوداء، كما ساعدتني الحالة المزرية التي يعيشها الفنان في الجزائر على اتخاذ القرار، إذ يعاني المبدع في الجزائر من حالة تهميش فظيعة، ولا يمكن له أن يعتمد على الفن ليعيش، على الرغم من كل هذه الظروف إلا أني لم أستطع الابتعاد بشكل نهائي عن الفن وعدت إليه بعد سنوات من التوقف؟ هل تلاحظ اليوم تغيرا في حالة الفنان في الجزائر؟ أبدا على الإطلاق، مازال الفنان في الجزائر يعيش حالة مزرية، من النسيان والتجاهل، نرى كل يوم فنانين يموتون في صمت دون أن يتم الالتفات إلى إنجازاتهم، ولا تثمين الإبداعات التي تركوها خلفهم. لا يمكن أن يشجع هذا الأمر الأجيال الجديدة على تقديم فن ملتزم ومحترم، لهذا نلاحظ اتجاه جل الأصوات الجديدة إلى تقديم الأغنية التجارية. ألا يشكل قانون تأمين الفنانين الجديد فارقا في الموضوع؟ خطوة مهمة لكنها تظل صغيرة، وغير كافية، ومازال على السلطات الثقافية العمل أكثر، هناك الكثير من الثغرات في هذا القانون، ولا يمس كل شرائح الفنانين والمبدعين، لهذا مازلنا نطالب بقانون شامل يضمن حقوق المبدعين. على ذكر جيل الشباب كيف ترى مستقبل الأغنية القبائلية معهم؟ في الحقيقة لست متفائلا على الإطلاق بمستقبل الأغنية القبائلية، يمكنني أن أشبه الأغنية القبائلية بالشجرة العظيمة التي تتفرع منها أغصان هشة سهلة الانكسار والسقوط، هذا هو الوضع الراهن بكل أسف. كما قلت سابقا أصبح الجميع يتجه إلى الأغنية التجارية التي تموت بعد شهرين من صدورها، لا مكان اليوم مع هؤلاء للتدقيق والتنقيح في اللحن والكلمات. أصدرت خلال مسيرتك الفنية الطويلة 8 ألبومات ألا ترى أن إنتاجك قليل؟ كما قلت سابقا العمل الجيد يحتاج إلى التمهل والتأني والتركيز من مختلف أوجهه، أحاول العمل في كل مرة وأجتهد لتحقيق التجديد والإبداع سواء من ناحية الكلمات أو المواضيع وحتى التوزيع واخراج العمل في شكله النهائي. أهتم بالتفاصيل الدقيقة، وهو الأمر الذي يجعلني أستغرق الوقت الطويل في تجهيز عملي. تؤدي في حفلاتك طبوعا مختلفة من الغناء لفنانين آخرين ألم تفكر في ترجمة أغنياتك أو الغناء بالعربية؟ لم أفكر في ترجمة أغنياتي، أظن أن ذلك سيفقدها خصوصيتها، أما غنائي بالعربية فأفعل ذلك خلال حفلاتي، ولا أعتقد أن الأمر سيهم الجمهور إذا كانت الأغنية ضمن الألبوم أم لا، لقد أحبني الجمهور كمغن قبائلي وسأظل كذلك. ما هي آخر مشاريعك الفنية؟ أعمل حاليا على تسجيل ألبوم جديد، وأكملت جزءا كبيرا منه ويحمل 7 أغنيات من بينها أغنية مهداة إلى روح الفنان العظيم شريف خدام، وهو أقل تكريم يمكن أن أقدمه لمعلمي وأستاذي العملاق.