القرصنة ستقضي على الفن والفنانين هل لنا أن نعرف أسباب غياب ماسة عن الساحة الفنية؟ غبت عن الساحة الفنية الجزائرية منذ مغادرتي أرض الوطن سنة 1994 بسبب الأوضاع الأمنية التي عاشتها الجزائر في تلك العشرية، لكنني أزور بلدي في كل صائفة. أما بخصوص نشاطي الفني، فلم يتوقف ولازال متواصلا، من خلال حفلات وأفراح الجالية الجزائرية في ديار الغربة. نتساءل عن سبب عدم مشاركتك في المهرجانات والمحافل الجزائرية؟ المشرفون على تنظيم المهرجانات والحفلات تجاهلوني لسنوات، ربما لكوني أعيش في ديار الغربة، أو لعدم تسجيلي أي أغنية جديدة منذ خمس سنوات كاملة. ولكنني تلقيت، مؤخرا، دعوة من وزارة الثقافة بعد مدة طويلة من التهميش. ورغم كل هذا، لبّيت الدعوة، وجئت إلى الجزائر على حسابي الخاص من أجل جمهوري. لكن في المستقبل، سأرفض ذلك، في غياب التكفل بمصاريف النقل التي أصبحت جد باهضة. كيف هو حال الأغنية القبائلية في المهجر؟ تعرف الأغنية القبائلية إقبالا وانتشارا كبيرين، خاصة في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا، وألاحظ ذلك في الحفلات والمهرجانات التي أحييتها بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث يتوافد أبناء الجالية الجزائرية من مختلف المدن الفرنسية، وحتى الأجانب يتذوّقون موسيقى الأغنية القبائلية، لأنها تتسم بالخفة. أضحت القرصنة كابوسا لأغلب الفنانين، ما رأيك؟ أكيد أن معنية أيضا، حيث تعرّضت بعض أعمالي للسرقة منها ''ثمغرى''. لكن، لا أضيّع وقتي في هذه الأمور، فهي من اختصاص الديوان الوطني لحقوق التأليف، وعليه القيام بواجبه لمنع القرصنة التي أضرّت بمستوى الفن الجزائري. من يكتب ويلحن لماسة؟ أتعامل مع زوجي الذي هو من الأسرة الفنية، حيث نتعاون على كتابة الكلمات والتلحين. وحاليا، نعمل على تشجيع ابننا الذي يعزف على الدربوكة، من أجل دخول ميدان الفن. بعد غياب دام خمس سنوات، هل لنا أن نعرف جديد ماسة؟ تمكنت، خلال هذه الفترة، من تسجيل ألبوم يضم أغان عن الحنين للوطن، لكنني متخوّفة من القرصنة التي أصبحت خطرا على أعمالنا وكذلك الأنترنت، حيث أصبح المواطن لا يكلف نفسه عناء اقتناء ألبومات جديدة، وهذا الخطر يهدّد كل فناني العالم بالتوقف عن الإبداع الفني. فمباشرة بعد نزول أي ألبوم، تنسخ منه آلاف النسخ، وتباع بثمن رمزي في السوق السوداء، كما يتم تحميله من الأنترنت. يمكن أن نقول بأن الفنان لم يبق له سوى الاعتماد على الأعراس أو الحفلات والمهرجانات التي تنظمها وزارة الثقافة. نعلم أن لماسة مشكلا مع القناة ''الرابعة''؟ القنوات الجزائرية تستضيفنا من حين لآخر، لكن قناة ''الأمازيغية'' تعمل مع الفنانين بالتحايل ولا تدفع حقوقهم، رغم توفرها على إمكانيات كبيرة. فأنا لم أتحصل على مستحقاتي المتعلقة بمشاركتي في الحفلات التي نظمتها القناة إلى حدّ الآن.