تسارعت وتيرة الأحداث في ليبيا عقب المواجهات التي شهدها جنوب البلاد، حيث أعلن المؤتمر الوطني العام حالة النفير القصوى بين وحدات الجيش الليبي وفرضت حالة الطوارئ بالمنطقة، فيما توجهت رئاسة الأركان بنداء عاجل إلى جميع منتسبيها من الدروع والثوار مطالبة إياهم بضرورة الالتحاق بوحداتهم. أكد مصدر أمني توجه رئيس المخابرات العامة سالم الحاسي، إلى مدينة سبها، وأعلن رئيس الوزراء علي زيدان على تكليف ”درع الوسطى” وثوار مصراتة بالتوجه إلى الجنوب الليبي، فيما شهدت العاصمة طرابلس استعراضاً للقوى لعدد من الوحدات المسلحة والكتائب بحسب غرفة ثوار ليبيا، وجاءت حالة النفير العام عقب ظهور تقارير عن ظهور مجموعات قتالية تتبع كتائب الرئيس الراحل معمر القذافي، حيث هاجمت طائرات حربية ليبية أهدافا في الجنوب المضطرب أمس الأول بعد أن اقتحم مسلحون قاعدة للقوات الجنوبية كما أمرت الحكومة بإرسال قوات برية عقب اشتباكات لعدة أيام بين رجال قبائل وميليشيات متناحرة. وفي غضون ذلك أكّدت مصادر مطلعة لصحيفة القدس العربي نبأ اختطاف ثلاثة إعلاميين يعملون بقناة ”فزان” التلفزيونية ويتعلق الأمر بعادل الشريف وعبد الله بو عذبة وزيدان المهدي، أثناء تغطيتهم لأحداث القتال الذي شهدته قاعدة تمنهنت الجوية ظهر السبت التي تبعد عدة كيلو مترات عن مدينة سبها، وهي الحادثة التي استهجنتها النقابة العامة للصحافيين والإعلاميين في ليبيا مناشدة النقابة الحكومية المؤقتة ورئاسة الأركان وحكماء سبها بذل كل الجهود من أجل الإسراع بالإفراج عن الإعلاميين المختطفين؟، فيما تخشى القوى الغربية انزلاق ليبيا إلى عدم الاستقرار في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة جاهدة للسيطرة على الميليشيات ورجال القبائل والإسلاميين المدجّجين بالسلاح، الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 ويرفضون إلقاء السلاح، خاصة في ظل السيطرة الضعيفة على الحدود وافتقار الجيش للعتاد ما حوّل ليبيا إلى ممر لتهريب الأسلحة إلى أفراد القاعدة في الدول الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى وتحويلها أيضا إلى معبر للمقاتلين الإسلاميين المتجهين إلى سوريا والمهاجرين الذين يقصدون أوروبا.