سلط، مختصون في السينما، أمس أول، الضوء على مستقبل الفيلم الوثائقي في العالم العربي، وذلك ضمن مهرجان أيام الفيلم الأوروبي في الجزائر الذي تنظمه بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر بمشاركة مؤسسات ثقافية من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث تناول هؤلاء إشكاليات متعددة تتعلق بهذا الجانب، أهمها التساؤل عن أفضل السبل التي يستطيع من خلالها منتجو وموزعو الأفلام الوثائقية في منطقة جنوب المتوسط الاستفادة من فرص التمويل والإنتاج المشترك والتوزيع المتاحة أمامهم. وكان هذا اللقاء الذي شارك فيه مهنيو القطاع السينمائي، قد بادر بتنظيمه القائمون على برنامج الأوروميد السمعي - البصري، وهدف إلى تناول إنتاج الأفلام الوثائقية في العالم العربي. وركز المتدخلون في الملتقى هذا الذي احتضنته عشية أمس الأول قاعة محمد زينات بديوان رياض الفتح بالعاصمة، وركزت غالبية المداخلات على أنّ التطرق إلى أفضل السبل التي يستطيع من خلالها منتجو وموزعو الأفلام الوثائقية في منطقة جنوب المتوسط الاستفادة من فرص التمويل والإنتاج المشترك والتوزيع المتاحة أمامهم، كما حاول هؤلاء الإجابة عن سبل مدّ الجسور بين ضفتي المتوسط لضمان وجود هذه الأعمال وتوزيعها. واستعرض جاد أبي خليل، مدير برنامج التدريب المهني ”دوك ميد” المعد لمنتجين عرب أصحاب مشروع فيلم وثائقي يصلح لإنتاج عالمي مشترك، الذي بادر إليه كل من منظمة ”بيروت دي سي”، و”أورودوك” و”دوك آي تونس” بالتعاون مع قناة ”آرتي فرنسا” والذي يشارك في تمويله برنامج الأوروميد السمعي - البصري، كما قدم في هذا السياق دراسة لحالة الفيلم ”غزة 36 مليمتر” لمخرجه الفلسطيني خليل المزيّن، وهو فيلم وثائقي أُنتج بدعم من برنامج ”دوك ميد”. من جهته، قدم كل من ڤاليريو كاروزو وحكيم توسار من برنامج الأوروميد السمعي - البصري، دراسات تناولت قطاع الأفلام والأعمال السمعية - البصرية في منطقة جنوب المتوسط، حيث استعرضوا قاعدة البيانات القانونية لهؤلاء، وأتاحت هذه القاعدة للعاملين في القطاع السينمائي والسمعي البصري ومستشاريهم النفاذ إلى قانون حقوق التأليف والصناعة السينمائية والسمعية البصرية في كافة دول جنوب المتوسط. هذا وقدم حكيم توسار علي، خلال هذا المؤتمر، الكاتالوج السينمائي لمنطقة جنوب المتوسط الذي تم إصداره على هامش مهرجان كان لسنة 2013 من أجل دعم ترويج الأفلام المنتجة في المنطقة. ويضم الكاتالوج معلومات عن 130 شريطا سينمائيا ووثائقيا تم إنتاجها في المنطقة ما بين 2011 و2013، بما في ذلك 12 فيلما جزائري.