سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صيداوي: "سيناريو العراق يتكرر في ليبيا، ويمكن لأنصار القذافي تحقيق الفوز إن لم يحدث تدخل خارجي" مختصون في الشأن الأمني يتحدثون ل"الفجر" عن عودة مليشيات القذافي
مع تصاعد المواجهات العسكرية العنيفة بين قوات الجيش والمسلحين في ليبيا كثُر الحديث مؤخرا عن عودة المليشيات المسلحة التابعة للرئيس الراحل معمر القذافي، ما أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات عن أسباب هذه العودة المتوقعة لدى البعض والمفاجئة لدي البعض الآخر، وعن طبيعة وأسباب الهجمات العسكرية التي تتبناها هذه الجماعات العشائرية، المدعومة بحسب بعض المتتبعين للوضع في طرابلس بمقاتلين من النيجرومالي، وبين مؤكد وناف لعودة أنصار القذافي سلّط مطلعون عن الوضع في ليبيا في حديثهم مع “الفجر“ الضوء على حقيقة التدهور الأمني الرهيب الذي آل إليه البلد. السوسيولوجي وخبير الثورات رياض صيداوي: “لا وجود لقانون في ليبيا حتى يخرج الناس عنه، واحتمال تدخل الحلف الأطلسي لتأمين المواقع النفطية وارد” قال السوسيولوجي وخبير الثورات رياض الصيداوي في اتصال مع “الفجر” أن السيناريو الذي تعيشه ليبيا اليوم كان متوقعا بالنظر إلى طبيعة تكوين المجتمع الليبي المركب على أساس عقائدي وعشائري، خاصة وأن أنصار القذافي موجودين بقوة وكان مطروحا عودتهم في أي لحظة، موضحا أن الحديث عن الخارجين عن القانون في ليبيا غير منطقي لأنه لا وجود لقانون في هذا البلد حتى يخرج عنه الناس، فالدولة منهارة والجيش مشتت والمليشيات منتشرة في كل مكان، في غياب القيادة الوطنية والغياب التام للنظام في هذا البلد فالدولة غير موجودة وتعيش فوضى عارمة منذ الإطاحة بالنظام السابق. وأضاف صيداوي أن ما عزّز عودة مليشيات القذافي هو وجود أنصار حقيقيين للرئيس السابق وأوفياء طبيعيون يؤمنون بالفكر الأخضر لعدة أسباب منها أسباب عقائدية، قبائلية وحتى وطنية، حيث توجد مناطق كثيرة في ليبيا موالية للرئيس الراحل معمر القذافي منها، سرت، سدراتة، بني وليد، جزء هام من طرابلس العاصمة وبها حي بوسليم كاملا، والمنطقة الغربية التي توجد بها نسبة كبيرة من القدادفة، فالقذافي ترك قاعدة قبلية واسعة على عكس حسني مبارك وزين العابدين بن علي اللذين لم يؤسسا لقاعدة شعبية حقيقية، وما يتداول من عودة سعد القذافي بدعم من جماعات من النيجرومالي ما هم سوى أنصار والده الحقيقيين، وقال صيدواي “بدون تدخل خارجي يمكن لأنصار القذافي الانتصار في المعارك العسكرية” لأن ما حدث في ليبيا سابقا كان ثورة الحلف الأطلسي على نظام القذافي، الذي كان سينتصر لولا ما وصفه ب “الخداع الكبير” الذي قاده الإعلام العربي والغربي، رغم أن بداية الأزمة الليبية كانت بتصدع النظام الليبي، لكن الإعلام والتدخل الأجنبي استثمر في في الوضع، وكذا التمويل الخارجي للحرب في ليبيا على غرار قطر، حيث كاد معمر القذافي أن يربح الحرب لولا سرعة إقحام الحلف الأطلسي بناء على القرار رقم 1973 الذي نص على إقامة منطقة حظر جوي على ليبيا بمباركة مجلس الأمن وبتحفظ كل من الصين وروسيا، وبذلك أنهى احتلال الحلف الأطلسي لليبيا نظام القذافي وخلّف الدمار بها، وقتل القذافي لدفن الألغاز والأسرار معه. كما أشار المتحدث إلى المخطط الخارجي لتقسيم ليبيا ل 3 مناطق أو العودة إلى التقسيم السابق، منطقة فزاّن، منطقة طلقة ببنغازي ومنطقة طرابلس بالعاصمة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عدم توحيد القوى العسكرية في هذا البلد يعزز من التدهور الأمني، موضحا أن الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق يتعلق بتحرك داخلي سريع لتشكيل مؤتمر وطني ومصالحة وطنية حقيقية، وقال صيداوي “حسب رأيي ليبيا بعيدة كل البعد عن الهدنة، وأعتقد أن ليبيا مشهدها سوداوي وأمامها سنوات وسنوات حتى تتمكن من بناء نفسها وربما تتصومل”، لتتحول كما أضاف إلى ليبيا مثمرة ليبيا المرتبطة بالفائدة، محذرا من احتمال تدخل الحلف الأطلسي لحماية وتأمين المواقع النفطية دون الاكتراث بما تعيشه باقي المناطق، مؤكدا إلى أن السيناريو العراقي يتكرر في ليبيا. صلاح الهرام رئيس لجنة تقصي الحقائق اليبية: “الحدود الليبية مع دول الجوار مؤمنة ولا وجود لمقاتلين من النيجرومالي” وأمام الوضع الذي تعيشه ليبيا في الآونة الأخيرة والتصعيد الأمني الخطير الذي تعرفه العديد من المناطق وفي مقدمتها العاصمة طرابلس، بنغازي والمناطق النفطية يُصّر صلاح الهرام رئيس لجنة تقصي الحقائق الليبية وأحد الثوار السابقين على نفي ما يُتداول من حديث عن عودة المليشيات المسلحة للرئيس الراحل معمر القذافي مدعومة بمقاتلين من الدول الجوار منها النيجرومالي، مفسّرا ما تعيشه ليبيا اليوم بمحاولة الشوشرة بغرض زعزعة الوضع الراهن وإفشال المؤتمر الوطني الليبي، مؤكدا أن البلاد لن تعيش ثورة أخرى لأن ما تحقق في ثورة ال17 فبراير لن يتكرر. واتهم صلاح الهرام أطرافا خارجية بالتدخل في الشأن الأمني الداخلي لليبيا دفاعا عن مصالحها الخاصة في البلاد وعلى رأسها المصالح النفطية، وقال في اتصال مع “الفجر”: “لا وجود لمليشيات القذافي ومقاتلين من النيجرومالي في ليبيا”، وأضاف رئيس لجنة تقصي الحقائق أن الجيش الليبي اليوم بصدد محاربة شردمة من الخارجين عن القانون ممن استغلوا الفراغ الأمني الذي تعرفه بعض المناطق في البلاد، وإن حدث وتجاوز هؤلاء المسلحون الخطوط الحمراء فإن كتائب الثوار لن تترد في التصدي لهم وستنجح في أي لحظة من اللحظات في وضع حد لهذه العصابات، قائلا” الثوار الحقيقيون موجودون وفي حال جدّ الجد وفي أي لحظة يمكن لهؤلاء الثوار العودة إلى الشارع لمواجهة أي تمرد أمني”، مشيرا في الوقت ذاته إلى سيطرة القوات الليبية على الأوضاع الأمنية في المدن الليبية، واعترف المتحدث بالمقابل بالصعوبات الكبيرة التي تواجهها الدولة مع إقليم برقة الذي أعلن استقلاليته وقام سكانه بالسيطرة على المواقع النفطية. وبخصوص أمن الحدود الليبية المشتركة مع دول الجوار أكّد الهرام أن الحدود الليبية –المصرية- السودانية مؤمنة جيدا والطائرات العسكرية الليبية دائمة التحليق وبشكل يومي لمراقبة الحدود، وأن حدود الجنوب يؤمنها الجيش الليبي، أما فيما يخص الحدود الجزائرية الليبية فهي محمية من قبل الجيشين الجزائري والليبي بناء على اتفاقية أمنية مبرمة بين الجانبين. المحلل الأمني اعمر بن جانة: “قانون الإقصاء الليبي عزّز عودة أتباع القذافي إلى الواجهة” من جهته يوافق المحلل الأمني أعمر بن جانة على طرح صيداوي بتوقع السيناريو الحالي في ليبيا، موضحا في اتصال مع “الفجر” أن قانون إقصاء رموز نظام معمر القذافي من المشهد السياسي عزّز الفوضى الأمنية في ليبيا وأعاد أتباع الرئيس السابق إلى الساحة، خاصة وأن القانون ترتب عنه إقصاء العديد من المناطق التابعة للقذافي، وأن المظالم التي فرضت على هذه المناطق دفعت بسكانها إلى رفع السلاح محاولة رفع هذا الظلم عنها. كما يعزي أعمر بن جانة الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا بعد سقوط النظام السابق لأسباب عدة منها انهيار الدولة الوطنية بجميع مؤسساتها الوطنية،وقواتها المسلحة، الشرطة والإدارة ما نتج عنه نوع من اللاإستقرار والارتباك السياسي وكذا التدهور الأمني، بالإضافة إلى فشل القوى السياسية الليبية في لم الشمل والتوصل إلى إجماع وطني يشمل كل المؤسسات الوطنية، مشيرا في الوقت ذاته إلى الانتشار الفوضوي للأسلحة في البلاد الذي شكّل خطرا على المواطنين ما أفقدهم الثقة في قدرة النظام الحالي على حمايتهم وحماية مصالحهم فشكّلوا تكتلات ومجموعات مسلحة تتولى الدفاع عنهم، هذا من جهة ومن جهة أخرى كما يشير بن جانة نجحت الجماعات المسلحة في فرض سيطرتها وهيمنتها على كل المناطق والمصالح الحيوية ما جعل الدولة مكبلة ورهينة هذه المليشيات وقوانينها الخاصة. وأضاف بن جانة أن نجاح مليشيات القذافي يتوقف على مدى شرعية الحكومة الليبية، ومدى قوتها على فرض قوانينها خاصة في ظل الهشاشة التي تعرفها الدولة وقال: “هناك معنى نسبي لوجود الحكومة في ليبيا” خاصة وأنها لم تستطع جمع الأسلحة وتشكيل جيش قوي ولا حتى شرطة متحكمة في الميدان، مؤكدا أن التدخل العسكري في ليبيا كان له انعكاساته الرهيبة على الوضع العام في هذا البلد المكون من تركيبات قبلية عدة، وفي شمال مالي وكذا بجنوب الجزائر مع حادثة تيغنتورين، ما أتاح الفرصة لانتشار السلاح بشكل رهيب داخل ليبيا وسمح للجماعات الإرهابية التي تتدخل بتوجيه خارجي بالاستثمار في هذه الظروف.