وصف صلاح الهرام آمر كتيبة ورئيس اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا الهجمات المسلحة المتكررة التي تستهدف مدينة بنغازي على وجه التحديد وغيرها من مناطق البلاد بالاستثنائية والعرضية، ولا يمكن تعميمها على الوضع العام في البلاد خاصة وأن جماعات مجهولة الهوية تقف ورائها وتخطط لترويع الشعب وضرب استقرار المدن، متهما أشقاء عرب بتحريك لعبة الهجمات التفجيرية لضرب أمن ليبيا. أكد صلاح الهرام أن السلطات قادرة على السيطرة على الوضع مستقبلا وبإمكانها وضع حد للتوتر الأمني الذي تعيشه ليبيا من فترة الى أخرى، وأضاف العضو السابق لحزب العدالة والبناء الليبي أن مخطط نزع الأسلحة التي انتشرت بشكل رهيب عقب الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس معمر القذافي هو قيد التنفيذ ، وساري التطبيق على مختلف الأقاليم الليبية خاصة على مستوى الحدود مع دول الجوار، مؤكدا أن خطوة نزع الأسلحة لم تفشل، وما تعيشه ليبيا تعاني منه العديد من البلدان في العالم لأن الإرهاب يهدد العالم بأسره، مشيرا الى عدد من الاتفاقيات الأمنية التي تعتزم ليبيا عقدها مع الجزائر وتونس بهدف تعزيز التعاون بين البلدان الثلاث ووضع الخطط الكفيلة باحترام سيادة الدول وضمان تأمين الحدود من خطر التجاوزات وطي صفحة التهم المتبادلة بين البلدان بخصوص مصادر الأسلحة والإرهاب المهدد لاستقرارها. وأرجح الهرام التوتر الذي تعيشه ليبيا في الآونة الأخيرة الى الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد عقب الثورة خاصة وأن المؤسسات الليبية تعيش فترة إعادة الهيكلة والتنظيم وعلى رأسها المؤسسة العسكرية مشيرا الى أن الجيش في مرحلة البناء ثم استقالة رئيس الأركان وغيرها من العوامل جعلت الأوضاع الأمنية أكثر هشاشة وسمحت بتزايد العمليات التفجيرية والهجمات الانتحارية مستهدفة أماكن متفرقة، وأضاف أن الأحداث المتفرقة لا تعكس مطلقا حالة الانفلات الأمني لأنها عمليات مجهولة الهوية ولم تتبناها الى غاية اليوم جهات معينة، كما نفى المتحدث وجود قوات من الاتحاد الأوروبي في ليبيا لتأمين حدودها والمنشآت الدبلوماسية وقال صلاح الهرام ”لا صحة لهذه المعلومات ولا وجود للقوات الأوروبية لا داخل ليبيا ولا على الحدود الليبية وجيش البلاد هو من يسهر على تأمين ليبيا ولا أحد سواه”. وشكّك رئيس اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق الأنباء المتداولة بخصوص انتماء الميلشيات المسلحة التي تفرض سلطتها بين الفينة والأخرى الى بقايا النظام السابق لمعمر القذافي، موضحا أن هذه الأخبار غير صحيحة إجمالا فالأمر قد يحمل نسبة من الصحة كما يمكن أن يحتمل الخطأ خاصة وأن هذه الجماعات مجهولة الهوية، وهذا ما يؤكد حسبه وجود أيادي خفية تلعب لعبتها لضرب استقرار البلاد موجها أصابع الاتهام الى دول عربية رافضا ذكر بلدان معينة وقال ”من يريد ضرب أمن ليبيا هي دول عربية وليست غربية”، مشيرا الى أجندة عربية مدروسة وواضحة هدفها إغراق ليبيا في بؤرة توتر دموية.