عبر العشرات من الشباب البطال ببلدية بئر العاتر جنوبتبسة، أول أمس، عن غضبهم وسخطهم الكبير جراء الوضعية المزرية التي يعيشونها في جحيم البطالة، من خلال تنظيم حركة احتجاجية بغلق مقر دائرة بئر العاتر والاعتصام أمامه. وهدد المحتجون بالانتحار الجماعي حرقا إن لم تنظر السلطات في انشغالهم وتبتعد عما أسموه ”سياسة الوعود الزائفة”. واتخذ الاحتجاج الذي بدأ بشكل سلمي أبعادا خطيرة من خلال إقدام أحد المعتصمين ”م. ر” على تقطيع جسده بشفرة حلاقة وسط مقر الدائرة، وذلك بعد المقابلة لتي أجراها المحتجون مع رئيس الدائرة الذي حاول الاستماع لانشغالاتهم وتهدئة الوضع. وقد تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى التيجاني هدام في حالة صحية حرجة، وهو ما أدى إلى تصعيد الوضع أكثر بين المحتجين الذين جددوا اعتصامهم، وقرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام والانتحار الجماعي حرقا أمام مقر الدائرة ”فإما العمل أو الموت ولا حل وسط ولا مزيد من الوعود”. هذه الحركة الاحتجاجية ما هي إلا حلقة من سلسلة الاحتجاجات التي أقدم عليها الشباب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تنوعت فيها طرق التعبير من غلق مقر إدارة مركب سيميفوس ومنع الموظفين من الالتحاق بمكاتبهم، إلى قطع الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين تبسة والوادي، ومنع عمال وشاحنات المركب من التنقل من وإلى المنجم إلى غاية تدخل القوة العمومية التي قامت بتوقيف 5 محتجين وإحالتهم على المحكمة الابتدائية لدائرة بئر العاتر، والتي أصدرت قرارا بالبراءة في حقهم. وسيواصل الشباب اعتصامهم في عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدين أنهم لن يبرحوا مكانهم إلى حين حل مشكلتهم.