أقدم قرابة 80 بطالا ببلدية بئر العاتر 90 كلم جنوب عاصمة الولاية تبسة، على تصعيد حركتهم الاحتجاجية في اليومين الماضيين مطالبين بتوفير مناصب عمل لهم والتكفل بانشغالاتهم الاجتماعية المزرية، بعد أن سئموا من الوعود الزائفة، التي تلقوها منذ مدة بقرب إدماجهم ومنحهم مناصب عمل التي بقيت وعودا جوفاء على حد وصفهم، واتخذوا صباح أمس، مقر دائرة بئر العاتر مكانا لمواصلة حركتهم الاحتجاجية التي تمتد لأزيد من 20 يوما تنوعت فيها طرق احتجاجهم من غلق مقر إدارة مركب سيميفوس ومنع الموظفين من الالتحاق بمكاتبهم إلى قطع الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين تبسة والوادي ومنع عمال وشاحنات المركب من التنقل ومن إلى المنجم إلى غاية تدخل القوة العمومية التي قامت بتوقيف بعض المحتجين وإحالتهم على المحكمة الابتدائية لدائرة بئر العاتر التي أصدرت قرارا بالبراءة في حقهم، ليسلك المحتجون بعدها الاحتجاج السلمي أمام مقر الدائرة وكلهم أمل في إيجاد حل لمطالبهم لتتطور وتتخذ أبعادا خطيرة مساء أول أمس، أين أقدم حوالي أربعة أشخاص من المحتجين على تقطيع أجسادهم بواسطة شفرات حلاقة داخل مقر الدائرة لدى مقابلتهم لرئيس الدائرة في أجواء مرعبة ليتم نقلهم على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى التيجاني هدام لتلقي الإسعافات الأولية، أين أكد هؤلاء المحتجين في ذات السياق على أن زميلهم "م.ر" الذي كان من بين المقدمين على عملية الانتحار بواسطة تقطيع أجسادهم يتواجد تحت العناية المركزة بعد أن قطع أحد شرايين الوريد. وعبّر البطالون الذين قاموا بغلق مقر الدائرة منذ صباح أمس، من خلال افتراش الأغطية أنهم لن يبرحوا مكانهم إلا إذا تم تلبية مطالبهم وأنهم قرروا الدخول في إضراب عن الطعام مهددين بالانتحار الجماعي حرقا بواسطة البنزين، حيث أكدوا أنهم سيواصلون احتجاجهم السلمي إذا لم يجدوا تجاوبا من طرف الجهات المعنية مع مطالبهم المشروعة سيكونون مجبرين على سلك هذا الخيار الذي بقي الأخير أمامهم على حد تعبيرهم بعد أن ملوا من الوعود الزائفة وتنصل المسؤولين عن تلبيتها وسئموا كذلك من شبح البطالة الخانقة التي جعلتهم غير قادرين على توفير متطلبات حياتهم اليومية، مؤكدين بأن من بينهم من يعيل عائلة ولم يعد قادرا حتى على توفير كيس حليب لأبنائهم.