هل نحن بحاجة لقرار سياسي حتى يتم إنشاء مسرح جهوي بالأغواط ! كشف المخرج المسرحي، هارون الكيلاني، بأنّ أموال الدعم التي تقدمها الدولة للمخرجين المسرحيين في الجزائر تذهب لفائدة بعض المخرجين الكسلاء الذين لا يحسنون استغلالها ويرمونها من النوافذ كما يرمي الشيطان بقاياه، قائلا ”أريد دعما لمن يعرف كيف يتصرف فيه بإعطاء الحق لأسماء جديدة لأنّ الأسماء تتكرر في الساحة”. قال المخرج والكاتب المسرحي هارون الكيلاني، في تصريح ل”الفجر” على هامش حديثه، أول أمس، بفضاء صدى الأقلام، بقاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني الجزائري، عن مسرحيته التي أخرجها عبد القادر جريو بعنوان ”صواعد”، بأنّ الدعم المالي والإمكانيات التي تمنحها الدولة للمخرجين المسرحيين هي أموال الريع البترولي الذي يقذفه بعض المخرجين من النوافذ، حيث يقدمون أعمالا ومسرحيات رديئة لا ترقى للمشاهدة، وشدد في السياق رفضه لهذا النوع من الدعم لأنّه لا يأتي بجديد أو يعمل على تطوير المسرح الجزائري في جوانبه المختلفة، قائلا ”أريد دعما يقع بين أياد تعرف كيف تتصرف فيه وتحسن استغلاله، حيث يمنح لكل ذي حق حقه، فإحقاق الحق للممثل وإعطاء الحق والفرصة أيضا لسينوغرافي قادم من جهة أخرى، فالأسماء تتكرر في الساحة ونحن بحاجة لأسماء أخرى تعطي دفعة قوية وتفعل الفن الرابع في بلادنا”. وفي السياق تحدث الكيلاني بكل أسف عن واقع المسرح في الجنوب، وأشار بأنّ المسرحي الجنوبي يعاني بالدرجة الأولى تباعد المسافات بين ولاية وولاية أخرى، إضافة إلى الوحدة والغياب لأنّ المسرحي في الجنوب بعيد كل البعد عن العاصمة التي فيها كل شيء على حدّ تعبيره. واعتبر في السياق ذاته بأنّ المبدع ابن الجنوب يعاني عطشا كبيرا وتراه يتصرف كالفأر الجائع إذا ما حلّ بالعاصمة يحاول أن يدخل كل عين مفتوحة ويقطف من هنا وهنا لتكون عودته إلى منطقته محملة ممّا حمله من الشمال. بالمقابل يتساءل الكيلاني إلى متى تظل هذه المسألة تدور بتداول عبثي، حيث يحتاج الجنوبي اليوم إلى أن يكون المشروع المسرحي شموليا يمس كل بقاع الوطن، باعتبار أنّ الريع الأول الذي تعتمد عليه الدولة في إنتاج المسرحيات موجود في الجنوب، في حين لا يستفيد أبناؤه شيئا. وعن سبيل للخروج من الأزمة وهذا المشكل المطروح منذ مدّة طويلة، يقول صاحب أعمال ”الانتقام” و”نوافذ الحال”، بأنّ هناك طريقتين لهذه الإشكالية، تتعلق الأولى بالالتقاء في مهرجان أو تظاهرة معينة أو التوزع على مسارح الوطن الأخرى، وأكد في هذا الصدد بأنه على رؤساء المسارح الجزائرية أن يفكروا ولو قليلا في الجنوب، حيث لا يعقل أن يعرض أكثر من 15 عرضا في مدن الشمال بينما ولا عرض واحد يقدم في مدن الصحراء، سيما وأنّ الأموال تصرف بشكل ضخم ويقابلها عطش مسرحي. وأضاف المتحدث قائلا ”حينما نشاهد مسرحية ولو كانت فكاهية، نضطر للتنقل إلى مدينة أخرى، يمكنني أن أتنقل لأنني أملك أموالا لذلك، لكن هناك من لا يستطيع من أبناء الشعب الفقراء، فحينما نشاهد مسرحية نصبح أناسا تحت تأثير المغناطيس وبالتالي نفقد كامل جاذبيتنا”. على صعيد آخر كشف هارون الكيلاني بأنّه تم حلّ إشكالية غياب قاعات وفضاءات التمرين على العروض رفقة فرقته، حيث تم منحهم قاعة، لكن ليست آمنة كما قال، غير أنّ تهورهم وحبهم للمغامرة جعلهم لا يتوقفون عن العمل ويؤدون ويتدربون على العروض بها حبّا لأبي الفنون، رغم أنّه سيرورة العمل بطيئة وبشكل حلزوزني على حدّ وصفه. وفي السياق ناشد الكيلاني والي ولاية الأغواط للتدخل سريعا من خلال إصدار قرار سياسي قوي وفعال من أجل فتح وإنشاء مسرح جهوي بالمدينة، خصوصا وأنّ مدينة ورڤلة طالبت بهذا الحق منذ فترة، وهي تنتظر الردّ من الحكومة. وأضاف بأنّ هذا الطلب يأتي على خلفية تصريح الوزيرة خليدة تومي بإنشاء مسرح جهوي في 48 ولاية. وتمنى هارون أن يوفى بهذا الوعد في حقبتها حتى نشهد الحفل مع بعض حسب قوله.