طالب المخرج المسرحي هارون الكيلاني السلطات المحلية بالاهتمام بصورة كبيرة بشباب الجنوبالجزائري الذي لم يلتفت إليه خلال السنوات السابقة في مجالات متعددة منها الفن الرابع، وبما يوجد من موروث حضاري وثقافي ثري بالمنطقة، من أجل النهوض بهذا الجانب الآخر الذي يتوجب علينا أن نغير من نظرتنا إليه والتي طالت كثيرا. قال المخرج والممثل المسرحي هارون الكيلاني في تصريح ل”الفجر” على هامش عرض مسرحيته الموسومة ب”سريع الجنوب” في افتتاح الطبعة ال46 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة، بأنّه أراد مت تقديم عمله الذي كان عبارة عن رقصات غنائية لشباب عصري بأنّه حلم الكثيرين من أبناء الجنوب الذين يحلمون بالقدوم إلى عاصمة المسرح، كما أنّه رسالة أخرى لشباب الشمال لان لا ينسوا جنوبهم الكبير بكل ما يحمله من ثقافة وتنوع تراثي وحضاري. ودعا الكيلاني في السياق الجهات المعنية إلى الاهتمام بهذه المنطقة بفتح المجال أمام هواة المسرح في الجزائر وبالمدن العميقة التي لم يصلها المسرح وكذا التخلي عن النظرة الخاطئة التي يرى بها أبناء الصحراء بأنّهم غير عصريين وبعيدون جدا عن ثقافة الشمال. وأجاب المتحدث حول لماذا جاء عمله في هذا الوقت بالذات او هل متأخر نوعا ما قائلا “لا أريد أن تسيّس الأمور أو أتحدث عن السياسة، لكن ألخص كل هذا في الفن المسرحي بعيدا عن دهاليز السياسة”، مضيفا: “أظن بأن هناك عدة نوافذ فتحت لنا من قبل الإعلام والجمهور المتابع للوضع ونحن كشباب جزائري جنوبي نحلم بوحدة وطنية شاملة وجامعة تجمع كافة ربوع الجزائر”. وفي الصدد ذاته يؤكد هارون الكيلاني بأنّه يعبر فنيا عن أعماله وأفكاره وأنّه لا يؤمن بجواز سفر أو بطاقة تعريف وبالتالي لا وجود لشمال أو جنوب بل لوحدة وطنية. بالمقابل أبدى قلقه من المعاناة الكبيرة التي تطال مسرح الهواة رغم بلوغه مراتب متقدمة والدليل هو في طبعته ال46، معتقدا بأنّ مستغانم تظل الرئة الوحيدة التي ينفس بها هواته، غير أنّه يعتقد بأنّ مهرجان مستغانم يجب أن يأخذ كافة التدابير من أجل الاستثمار في المهرجانات الجهوية التي تعمل على دعم هذه الفعالية الكبيرة بالنظر إلى عديد الفرق المسرحية التي تعاني في صمت بجنوبنا الكبير والتي يجب أن تكون تحت معاينة ومتابعة من طرف منظمي المسرح الوطني للهواة بمستغانم. ودافع محدثنا عن اختياره لشباب مبدع في رقصات الهيب هوب في عمله “سريع الجنوب” بقوله “حتى لا يقال بأنّ الإنسان الجنوبي متشبث فقط بموروثه التقلدي بل هو عصري ويحب الحضارة من خلال فولكلور آخر إنساني يعود إلى آلاف السنين وأنّه جزء لا يتجزأ من شعوب البحر المتوسط.