بوجناح يتهم أطراف نقابية بحياكة مؤامرات لإخراج التلاميذ للشارع دخل امس تلاميذ الثانوي والنهائي في إضرابات عبر مختلف ولايات الوطن، رافقتها اعتصامات في الشارع قادتهم إلى مقرات مديريات التربية وكذا ملحقة وزارة التربية الوطنية بالرويسو بالعاصمة، احتجاجا على دفع ضريبة إضراب الأساتذة وإرغامهم على الدراسة في العطلة لتعويض الدروس الضائعة محاولين بذلك إرغام الوزير على تحديد العتبة. ولبى أمس تلاميذ الثانوي وخاصة المقبلون على امتحان البكالوريا نداء الإضراب الذي وزع وبشكل هائل على شبكة التواصل الاجتماعي، وقاطعوا الدراسة قبل أن يجوبو الشوارع، ليحاولوا نقل انشغالاتهم إلى الوزارة الوصية في محقلتها بالرويسو بالعاصمة، قبل أن يفرقهم الأمن. وفي تصريحات للتلاميذ الذين جاءوا من ثانويات القبة والمحمدية وبلوزداد وكذا عين النعجة، رفض هؤلاء أن يكونوا ضحية الإضرابات التي نتج عنها ضياع العديد من الدروس، وأكدوا أنهم لن يرجعوا إلى مقاعد الدراسة إلا في حال تلبية مطالبهم، وهي التصريحات نفسها التي صدرت عن تلاميذ ثانوية الشيخ أحمد حسين بالعاصمة، وثانوية عبد الحفيظ بوالصوف بالقبة، وثانوية عين ولمان بسطيف، وثانوية مصطفى بن بولعيد بباتنة، وثانوية خدروش بالقرارم قوقة بولاية ميلة، زيادة إلى ثانويات تيبازة ووهران والمدية، الذين خرجوا كلهم ليعبروا عن رفض لمقترحات تمديد السنة الدراسية. ورفض المحتجون إرغامهم على الدراسة مساء الثلاثاء ويوم السبت لتعويض ما سبق من الدروس في الإضراب، أو الدراسة في العطلة، وقالوا في بيان صادر عنهم ”يجب عدم تأجيل الامتحانات الرسمية حتى ”نستفيد من المسابقات التي تجري في الصيف لأنه يوجد من يريد الانخراط في الجيش وهناك عدة مسابقات أخرى تجرى في الصيف. ودعا البيان إلى تحديد العتبة قبل شهر أفريل حتى ”نضمن حقنا لأنه فيه تأخير كبير ولا يمكن استدراك الدروس”، مطالبين بتقليص البرنامج بالنسبة للصفين الأول والثاني الثانوي، وإلزام الأساتذة بسير الدروس كالعادة وعدم الضغط على التلاميذ كي يدرسوا عدة ساعات في الساعة الواحدة، مع توقيف الدروس قبل البكالوريا بشهر. واتهم رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، في مراسلة وجهت إلى الوزير الأول ورئيس الجمهورية، نقابيين بحياكة مؤامرات وتجاوزات تحت طائلة التمثيل النقابي للعمال، محذرا من مخططات تهدف إلى إخراج التلاميذ إلى الشارع وطالب بضرورة إخمادها في مهدها ولكن رفض وزير التربية التعامل مع نقابته. مطالب بإلغاء الفصل الثاني وضمان عطلة الربيع وبوهران، دخل أمس العشرات من تلاميذ الأقسام النهائية من التعليم الثانوي وغيرها من الأقسام الأخرى بثانوية الياجوري وكذا التازي في حركة احتجاجية عارمة، وقرروا عدم الالتحاق بمقاعد الدراسة وأقسامهم. ورفض التلاميذ أن يكونوا ”ضحية” مطالب الأساتذة المضربين، خاصة أن امتحانات شهادة البكالوريا تنتظرهم نهاية السنة، وهم لم يستوعبوا بعد جميع الدروس المقررة في البرنامج السنوي لهم نتيجة الإضراب الذي دخل فيه الاساتذة طيلة أكثر من ثلاثة أسابيع، حيث أبدوا تخوفهم من الرسوب بعد التأخر الكبير في البرنامج الدراسي. وأفاد العديد منهم في تصريح ل”الفجر” بأنه ”اليوم بعد تحقيق مطالب الأساتذة، فإننا وجدنا أنفسنا ضحية لمطالبهم دون التفكير في مصيرنا وامتحانات الفصل الثلاثي الثاني على الأبواب، ما يجعلنا نطالب بإلغاء الفصل الدراسي الثاني”. من جهتهم، خرج العشرات من تلاميذ الطور الثانوي بالمسيلة بعاصمة الولاية إلى الشارع، ونظموا مسيرة سلمية أمام مقر الولاية وانتهت أمام مقر مديرية التربية. ورفع التلاميذ المحتجون عدة مطالب، من بينها رفضهم المطلق مزاولة الدراسة أيام السبت والثلاثاء مساء، وكذا أيام عطلة الربيع، واعتبروها حقهم المشروع في الراحة ولا دخل لهم في الإضرابات التي قام بها الأساتذة، كما طالبوا بتحديد عتبة الدروس وإعطائهم فرصة للنجاح في شهادة البكالوريا. وشهدت ولاية جيجل هي الأخرى أمس مجموعة من الاحتجاجات تمثلت في خروج المئات من تلاميد ثانويتي 40 هكتارا وترخوش إلى الشارع، مطالبين بتحديد العتبة وتجمعوا أمام مديرية التربية، قبل أن يستقبلهم المدير الذي أكد على النظر في انشغالاتهم مع الوصاية. واحتج نهار أمس طلبة القسم النهائي الثانوي بولاية برج بوعريريج بالقرب من مقر مديرية التربية بوسط المدينة، حيث عبر الطلبة المقبلون على شهادة البكالوريا عن أسفهم وغضبهم من القرارات المفترض تطبيقها عليهم والتي قد تلغي العطلة الربيعية لأجل استدراك الدروس المتأخرة. وبالجارة سطيف، دخل تلاميذ الطور الثانوي بعين ولمان جنوب ولاية سطيف في إضراب عن الدراسة بعد ”الكارثة” التي حلت بهم، بعد الإضراب الذي شنه الأساتذة لمدة فاقت ثلاثة أسابيع. مسيرة في البليدة ضد سياسة الترقيع عرف طريق العربي تبسي بقلب مدينة البليدة، أمس، تنظيم حركة احتجاجية من قبل تلاميذ الثانويات الذين خرجوا في مسيرة ضد سياسة ما أسموه ب”الترقيع ”لصالح الأساتذة المضربين، من خلال برمجة تدارك الدروس التي ضاعت عليهم خلال 3 أشهر من إضراب المعلمين في فترة العطلة. وشارك زهاء 100 طالب في هذه الحركة الاحتجاجية، مطالبين في السياق نفسه بالحصول على كشوف نقاطهم الخاصة بالفصل الأول من أجل معرفة مستواهم التحصيلي، ومبدين غضبهم تجاه ”لامبالاة الجهات المعنية بما فيها الادارة ومديرية التربية”. ورفض التلاميذ الحلول المقترحة لتدارك التأخر المسجل في الدروس، مؤكدين أنهم يتبعون برامج تدريسية أخرى تتمثل في الدروس الخصوصية والتي لن تتوافق مع ما تم اقتراحه من زيادة في ساعات الدروس اليومية أو خلال العطلة، لاسيما منهم المقبلون على امتحانات البكالوريا. وأوضح المحتجون أنهم يعلمون أن تدارك ذلك التأخير في صالحهم، لكنهم يطالبون بحلول أخرى غير تلك المقترحة في الوقت الحاضر. ويشار إلى أن عدم توزيع كشوف النقاط يعود إلى مشكل مقاطعة المدرسين لمجالس الأقسام. الوزارة لم تكشف عن خطتها لتجاوز تركة الإضراب وأكدت المكلفة بالاتصال على مستوى الوزارة، قاسمية ذهبية، أنه تم استدعاء وفد من الطلبة المحتجين من طرف ممثلي الوزارة لمناقشة مطالبهم وشرح طريقة استدراك الدروس الضائعة. وكان المكلف بالاتصال لدى وزارة التربية الوطنية، قال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، الأربعاء الماضي، إنه ”لم يتقرر بعد تأجيل امتحانات الفصل الثاني وعطلة الربيع”، إثر الإضراب الذي شنته نقابات القطاع لأكثر من ثلاثة أسابيع. وقامت وزارة التربية الوطنية يوم الخميس الماضي بتنصيب لجنة مكلفة بتحديد ”أنجع الطرق لاستدراك الدروس الضائعة”، عقب الإضراب المسجل بالقطاع. وأوضح بيان الوزارة أن ”هذه اللجنة ستشرع في العمل مطلع الأسبوع القادم (أي هذا الأسبوع) لتحديد أفضل الطرق لاستدراك الدروس مع مراعاة مدى تقدم الدروس بكل المؤسسات التعليمية عبر ولايات الوطن لتجنب الانعكاسات السلبية على المسار الدراسي”. وأضاف أنه سيتم إعداد تعليمة على أساس توصيات هذه اللجنة سيتم تبليغها إلى كافة مديريات التربية من أجل تطبيقها.