تفجرّت أمس حركات احتجاجية ومسيرات حاشدة ومتزامنة عبر ولايات الوطن، حيث خرج التلاميذ إلى الشارع للمطالبة بتحديد عتبة الدروس، وشهدت مختلف الثانويات مقاطعة تلاميذ الأقسام النهائية الدراسة ورفضوا الالتحاق بمقاعدهم إلى غاية استجابة وزارة التربية إلى مطلبهم الذي وصفوه ب«المشروع" بفعل أربعة أسابيع من الإضراب. في المقابل، أفادت بعض مديريات التربية أنّ الدروس تسير بوتيرة عادية في أغلب المؤسسات التربوية، رغم حملات "التحريض التي تقوم بها بعض الأطراف ل«تهييج التلاميذ" في هذا الظرف الحساس. ففي ولاية عنابة خرج المئات من تلاميذ الأقسام النهائية بالثانويات والمتاقن وسط المدينة أمس، في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة، لمطالبة الوزارة الوصية بتحديد عتبة دروس امتحان شهادة البكالوريا. واللافت أن الحركة الاحتجاجية شهدت مشاركة تلاميذ من سنوات الأولى والثانية ثانوي. وقد انطلقت الشرارة الأولى من ثانوية مبارك الميلي، الواقعة بحي مصطفى بن بولعيد، حيث توجه التلاميذ إلى متقنة المقاومة وثانويات القديس أوغستين، أبومروان وسيدي ابراهيم بعاصمة الولاية، ثم نحو باقي المؤسسات لإخراج زملائهم من قاعات التدريس وإرغامهم على المشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي شهدت حشودا غفيرة من المتمدرسين وجابت عدة شوارع وسط المدينة. الإضراب مس أغلب ثانويات وسط المدينة وأحياء مجاورة كحي سيبوس ومؤسسات أبومروان والزعفرانية وبلديات أخرى كالبوني وسيدي عمار والحجار وبرحال، حيث رفض التلاميذ الدخول إلى الأقسام وظل بعضهم في الساحات فيما خرج آخرون من المؤسسات ليتنقلوا راجلين إلى حي أول نوفمبر، حيث يوجد مقر مديرية التربية في محاولة للتجمع تم منعها من طرف مصالح الأمن التي طوقت المكان ومنعتهم من الاقتراب من المديرية مما جعلهم يجوبون المنطقة الممتدة من أول نوفمبر مرورا بمقر الولاية وصولا الى ساحة الثورة. وذكر مصدر مطلع ل«البلاد" أن مديرية التربية سارعت لاحتواء الموقف بإيفاد ممثلين عنها لبعض الثانويات، حيث تم عقد لقاءات مع ممثلين للمحتجين لمحاولة إقناعهم بأن مطلب تسقيف الدروس مبكر جدا وأن استدراك الدروس ممكن جدا، لكن الثانويين رفضوا الطرح وأصروا على مواصلة مقاطعة الدروس إلى غاية الإعلان الرسمي عن دروس العتبة حسب مطلبهم وأكد عدد ممن وجدناهم في الشارع أنهم يرفضون أن يكونوا ضحية سوء تقدير من وزارة التربية التي ترفض منحهم فرصة كافية للتحضير والمراجعة، وتساءلوا عن عدم تحديد عتبة الدروس بشكل رسمي، خاصة أن منهم من أشار إلى أن الأساتذة أكدوا استحالة إتمام المقرر. كما أقدم، أمس، طلبة الأقسام النهائية بثانوية بشير بسكري بمدينة سيدي عقبة ببسكرة على مقاطعة مقاعد الدراسة وقاموا بوقفة احتجاجية للمطالبة بتحديد عتبة الدروس. وتساءل عدد من التلاميذ عن الأسباب التي دفعت الوزارة لتتأخر في تحديد العتبة مثلما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، وذات الوضع شهدته ولاية برج بوعريريج، حيث قاطع أمس طلبة المرحلة النهائية للتعليم الثانوي على مستوى عدة مؤسسات تربوية موزعة عبر بلديات الولاية، حيث طالب الطلبة بعدم تأجيل الامتحانات الرسمية والحق في العطلة، بالإضافة إلى تحديد عتبة الدروس قبل نهاية شهر أفريل وإلزام جميع الأساتذة بالسير العادي للدروس في الحصص وعدم الضغط عليهم. وكان العشرات من تلاميذ الأقسام النهائية في مختلف ثانويات ولاية خنشلة، قد نظمّوا مسيرة، جابوا خلالها الشوارع الرئيسية، مرددين شعارات تطالب بتحديد العتبة، والتخفيف من البرامج، لتنتهي في مقر مديرية التربية، حيث استقبلهم مدير التربية، واستمع إلى مطالبهم، وحاول مدير التربية إقناع التلاميذ المحتجين بأن الوزارة ستأخذ نسبة إنجاز البرنامج الدراسي في الحسبان عند صياغة الأسئلة.