التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: (تابع الطلاق) .. والذي يطلِّع على كتبهم يندهش عندما يرى اشتغالهم بتأويل الألفاظ والتفنُّن في فهم معانيها في ذاتها بقطع النظر عن الأشخاص، وعندهم متى ذكر اللفظ تمَّ الأثر الشرعي؛ ولهذا قصروا أبحاثهم جميعاً على الكلمات والحروف،وامتلأت الكتب بالاشتغال بفهم طلَّقتك و أنت طالقٌ، وأنت مطَّلقة، وعليَّ الطلاق، وطلَّقت رجلك أو رأسك أو عرقك وما أشبه ذلك. وصارت المسألة مسألة بحث في اللفظ والتركيب ربَّما كان مفيدًا للغة والنحو ولكنه لا يفيد مطلقًا علم الفقه بشيء. على أننا نظنُّ أن علم الشرع يقبل أبحاثاً أخرى غير تأويل الألفاظ، والطلاق لم يخرج عملاً شرعيًا يترتَّب عليه ضياع حقوق، وإنشاء حقوق جديدة وهو في حدِّ ذاته لا يقلُّ عن الزواج في الأهمية حيث يتعلَّق به أعظم الحوادث المدَّنية، كالنسب، والميراث، والنفقة، والزواج فالاستخفاف به إلى هذا الحدِّ أمر يدهش حقيقة كلَّ مَنْ له إلمام سطحي بالوظيفة السامية التي تؤدِّيها الشرائع في العالم. ولو ترك فقهاؤنا الاشتغال بالألفاظ وبحثوا في مآخذ الأحكام التي يقرِّرونها وعرفوا تاريخها وأسبابها وقارنوا المذاهب بعضها ببعض وانتقدوها وبالجملة لو اشتغلوا بعلم الفقه الحقيقي؛ لتبيَّن لهم أن الطلاق لا يكون طلاقاً إلاَّ إذا كان مصحوباً بنية الانفصال.. .. يتبع