التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: (تعدد الزوجات) .. فإن رجلاً يسوقه إلى الزواج سائق العقل، ويوجِّه رغبته إليه حادي الفكر يعلم أنه إنما يتَّخذ لنفسه بالزواج قريناً صالحاً يمدُّه بالمعونة في شؤونه، ويؤنسه في وحدته، ويشفعه في عمله، ويقوم معه على بنيه ومَنْ يعول من أهله، فهو يتخيَّر لذلك خير العقائل، وأكرم السلائل، ويصطفيها على ما يحبُّ من العقل و الأدب وطهارة الظاهر وسلامة الباطن؛ فيكون له منها منظر بهي، وملمس شهي وصورة تُعجِبُ ومعنى يُطرِبُ، فهمٌ يسبق الإشارة، وذكاء يستغني عن العبارة، لَّذة بلطف الشمائل، ومتاع بجمال الفضائل. كل ذلك يكون له من زوجة يختارها لتكون صاحبة له مدَّة الحياة تأمن شرَّه وانقلابه، ويأمن منها المكر والخلابة تحسن القيام على ألاده بالتربية الصالحة، وتغذِّيهم بآدابها كما غذَّتهم بلبانها؛ فتأخذ أرواحهم من روحها ما أخذته أبدانهم من بدنها، فينشئون على المحبَّة، ويشبُّون على الألفة؛ فيكون للرجل من ذلك كله مشهد ظاهره الراحة والطمأنينة وباطنه السعادة والهناء عيش ساعة مع التمتُّع به خير من حياة دهر من الحرمان من بعضه. فأين التمتُّع بمثل هذه اللذّة من الخلود إلى ما انحطَّ من دركات الشهوة؟.. (يتبع بالحديث عن الطلاق)