لم يكن إنهاء مهام مسؤولي القاعدة البترولية بسكيكدة الحل الجذري لمشكل الحرائق والانفجارات التي وقعت لمركب تكرير البترول بالمنطقة الصناعية منذ سنوات، حيث تكلف الخزينة العمومية ملايين الدولارات في عمليات الترميم، فيما أن الانفجارات لا زالت مستمرة إلى غاية اليوم ما أضحى يشكل خطرا يهدد حياة السكان. وشهدت ولاية سكيكدة نهاية الأسبوع المنصرم انفجارا جديدا في وحدة تكرير البترول الجديدة ”كا2” التابعة للقاعدة البترولية لسوناطراك الذي خلف خسائر مادية في حين لم تسجل أي خسائر بشرية. وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها القاعدة البترولية للولاية مثل هذه الحوادث، حيث هزّ انفجار مهول موقع ”جي أل1 ك” شهر جانفي سنة 2004 أدى بحياة 20 قتيل وعشرات الجرحى، فيما عاد المجمع المختص في تسييل الغاز إلى الخدمة بعد عشر سنوات من التوقف وإعادة التأهيل إلى الخدمة شهر جانفي المنصرم حيث تبلغ طاقة تكرير المجمع حاليا حوالي 4.5 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، وأنجزت مجموعة ”كيلوغ براون اند روث انترناشيونال” الأمريكية أعمال التأهيل حيث قدرت تكلفته 3.85 مليار دولار. وليتبعه بعدها حريق مشابه في أفريل 2009 بالوحدة العاشرة التابعة لمركب تكرير البترول بالمنطقة الصناعية بسكيكدة، الذي لم يخلف خسائر بشرية باستثناء إصابات طفيفة. وفي مارس سنة 2012 اندلع حريق في الوحدة رقم 100 بمركب تكرير البترول المختص في إنتاج البنزين مما تسبب في إلحاق خسائر وأضرار كبيرة بالوحدة، ليتبعها شهر ديسمبر من نفس السنة اندلاع حريق على مستوى نفس الوحدة. وشهد شهر جانفي من سنة 2013 حريق كبير شب في الوحدة رقم 100 المنتجة لمادة البنزين، بمركب تكرير البترول بالقاعدة الصناعية ليتبعه آخر يوم 13 فيفري 2013 حريق آخر، ما أدى إلى وقف إنتاجها جزئيا، ويعود سبب الحريق إلى عطل أصاب المحطة الكهربائية بالمصفاة، هذا ما تسبب في توقف جزئي لعمل المصفاة، ليتبعه في أقل من شهر انفجار آخر أحدث حالة كبيرة من الهلع بين السكان وتسبب في عدة خسائر مادية، وبسبب تعاقب الانفجارات والحرائق قام الرئيس المدير العام لسونطراك عبد الحميد زرقين، بإنهاء مهام المدير العام لمركب تكرير البترول بسكيكدة إضافة إلى المدير المساعد، ولكن رغم كل هذه الإجراءات والتحقيقات إلا أن الانفجارات لازالت مستمرة.