الوزير السابق بن عطا الله: "التحرك في الشارع أصبح ضروريا" قسنطيني: "الأطباء والمجلس الدستوري هما المخولان للفصل في ترشح بوتفليقة" تعالت أصوات الرافضين للعهدة الرابعة من الطبقة المثقفة داخل البلاد وخارجها، حيث يعتزم اليوم عشرات المواطنين، تنظيم وقفات احتجاجية سلمية أمام البريد المركزي، تحت شعار ”الدستور اغتصب”، فيما قرر عدد من الإعلاميين والإطارات تنظيم وقفات سلمية أمام القنصليات الأوروبية، احتجاجا على ما أسموه ”ترشيح الرئيس بوتفليقة للعهدة الرابعة”. كشفت الناشطة الحقوقية والطبيبة، أميرة بوراوي، في اتصال مع ”الفجر”، عن إقدام عشرات المواطنين اليوم، على تنظيم وقفة سلمية أمام البريد المركزي، احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. وقالت بوراوي إن هذه الوقفة التي تم وضع رتوشها الأخيرة مساء أول أمس، في اجتماع بالجزائر العاصمة، أفضت إلى اتخاذ قرار يتعلق بضرورة التعبير عن رفض ترشح الرئيس لعهدة رابعة، وتابعت بأنه ”لم نستطع سنة 2008 أن نسمع صوتنا، ولكن اليوم لابد من الحديث والقول إن الدستور اغتصب، وأن العهدة الرابعة اغتصبت الجزائر، فنحن خرجنا من مرحلة صعبة لذلك على المسؤولين أن يعوا أن العهدة الرابعة هي أخطر بكثير”. وأضافت أن اجتماع أول أمس، ضم 30 شخصا، من مختلف الفئات من إطارات وأطباء، ليس لهم أية انتماءات حزبية، هدفهم الوحيد هو إبلاغ صوتهم للرأي العام، ودعوة الرئيس إلى التراجع عن قراره، داعية جميع أطياف المجتمع إلى المشاركة في اعتصام اليوم أمام الجامعة المركزية، لإنجاح الوقفة الثانية بعد التي انعققدت الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، قرر عدد من الإعلاميين والإطارات تنظيم وقفة سلمية اليوم، أمام سفارة الجزائر بلندن، احتجاجا على ما أسموه ”ترشيح الرئيس بوتفليقة للعهدة الرابعة”. وأوضح الاعلامي مقعاش، في اتصال مع ”الفجر ”، أن عدد من الأكاديميين والإعلاميين ينتظرون اليوم، تنظيم وقفة سلمية أمام السفارة الجزائرية، ”رفضا لولاية رابعة لما لها من أثر على سمعة الجزائر، ولما يمكن لها أن تؤدي بالبلاد إلى منزلق خطير”. وفي ذات السياق، توالت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج أمام القنصليات والسفارات الجزائرية في أوروبا. وقال بعض الداعين للاعتصام إن ”الإعلان عن ترشيح الرئيس المريض أثار ردود رفض واستياء من قبل الأغلبية الساحقة من الجزائريين، وهو الأمر الذي يخالف تلك التصريحات والتعليقات التي تعودنا متابعتها.. ردود الناس هذه المرة كلها وعي وإدراك لحساسية الوضع الذي نحن مقبلون عليه”. خديجة قوجيل قال إن دخول حمروش كان سيضفي مصداقية على الرئاسيات، قسنطيني: ”الأطباء والمجلس الدستوري هما المخولان للفصل في ترشح بوتفليقة” عبر رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، عن أسفه لعدم ترشح مهندس الإصلاحات مولود حمروش، كونها كانت ستقدم مصداقية لانتخابات 17 أفريل، وأوضح أن المعارضة لها الحق في الوجود، لكن عليها تجاوز مرحلة النفخ في مرض الرئيس. وقال فاروق قسنطيني، أمس، في منتدى ”ديكا نيوز”، ببن عكنون، إن الأطباء والمجلس الدستوري وحدهما المخولان للفصل في مسألة قبول ترشح بوتفليقة، مضيفا أنه ”بالنهاية يرجع الأمر إلى الطاقم الطبي لتكوين ملفه، ومن ثمة إلى المجلس الدستوري الذي له كلمة الفصل”، ليتم اتخاذ القرار ويكون لكل حادث حديث، مبرزا أن المعارضة لها الحق في الوجود بإبداء رأيها في مختلف القضايا الوطنية، لكن عليها أن تتحدث عن برامجها الانتخابية وتتجاوز مرحلة مرض الرئيس والنفخ في العهدة الرابعة التي يكفل الدستور لبوتفليقة أن يخوضها، معتبرا أن تصريحات رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش معقولة. وعبر عن أسفه لعدم ترشح حمروش ”الذي كان سيقدم مصداقية أكثر للانتخابات”، وتابع بأن ”جيل الاستقلال احتكر السلطة لذلك أفقد الشباب الثقة في الدولة”. وبخصوص الإضرابات الحاصلة في قطاعات حساسة، وعلى رأسها التربية والصحة والسكن، أوضح الحقوقي أنه لكل مواطن الحق في الحصول على سكن، لكن هذه القضية تواجهها مسألة سوء التوزيع، وللحيلولة دون وقوع تجاوزات مثلما هو واقع اليوم، نصح قسنطيني، بإنشاء لجان خاصة على مستوى الأحياء حتى يتسنى معرفة المحتاج الحقيقي للسكن. ودعا المتحدث إلى طي ملف المفقودين خلال التسعينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن دول مثل الشيلي وجنوب إفريقيا، أقفلت الملف نهائيا، لاسيما وأن قضية المفقودين ليست قضية وطنية فقط، ففي المغرب في عهد الحسن الثاني، تم تسجيل 5 آلاف مفقود.